بحث حول المتاحف العالمية
مقدمة:
نشأت الثقافة و انتشرت في كل أنحاء العالم بعمليتي الإختراع و الإنتشار. و يتميز الإختراع بسمتين أو أكثر من السمات أو الأنماط الثقافية المادية و اللامادية . فالإنتاج الفكري هو باكورة ثمار العقل البشري و نمو الثقافة نتيجة للإختراع و الإنتشار، و هذا ما ساهم في التواصل الثقافي ما بين الأجيال.المبحث الأول: ماهية المتاحف العالمية
المطلب الأول: تعريف المتاحف
متحف هو أي مقر دائم من أجل خدمة المجتمع وتطويره، مفتوح للعامة، ويقوم بجمع، وحفظ، وبحث، وتواصل وعرض التراث الإنساني وتطوره، لأغراض التعليم، والدراسة والترفيه، كما عرّفه المجلس العالمي للمتاحف. وهناك عشرات الالاف من المتاحف في جميع أنحاء العالم تهتم بجمع أشياء ذات قيمة علمية، وفنية، أو ذات أهمية تاريخية وجعلها متاحة للجمهور من خلال المعارض التي قد تكون دائمة أو مؤقتة. عرفته الموسوعة العربية بأنه "دار لحفظ الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المنحوتات اللوحات الفنية، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري.. وقد يضم المتحف أعمالاً علمية أو أعمالاً فنية ، ومعلومات عن التاريخ والتقنية.أما منظمة الأمم المتحدة للثقافة والفنون "اليونيسكو" فترى أنه تغيّر تعريف المتاحف خلال القرنين اللذين عقبا ظهورها، وقد تحوّلت اليوم الى "مؤسسات دائمة لا تتوخى الربح تعمل لخدمة المجتمع وتطويره وهي مفتوحة أمام الجمهور وبإمكانها امتلاك الإثباتات المادية للسكان وبيئتهم وحفظها وإجراء البحوث بشأنها ونقلها وعرضها لأغراض خاصة بالأبحاث والتعليم والترفيه". ويمكن إيجاد مجموعات الأغراض في معظم الثقافات بعد أن ارتبطت طويلاً بذوق الأنظمة الملكية الأوروبية، وهي تبرز علاقة بالماضي تولي قيمة كبيرة للآثار الملموسة التي تركها أسلافنا وتهدف الى حمايتها وجعلها عنصراً أساسياً لسير المجتمع البشري. وتشكّل هذه المجموعة جنباً الى جنب مع التراث الأثري الجزء الرئيس مما يُعرف عالمياً بالتراث العالمي.
كلمة متحف بالعربية تعني المكان الذي تتجمع فيه التحف والأشياء النادرة والثمينة وتتزايد قيمته كلما مر الزمن عليه.
يرجع أصل كلمة متحف Museum الإنجليزية إلى أصل يوناني يرتبط بكلمة Musa بمعنى (سيدة الجبل)، وقد ارتبطت هذه التسمية : (تسعة آلهات) باسم (ربات الفنون التسعة) حيث كانت كل منهن حامية لنوع من الفنون وراعية له - بحسب معتقداتهم.
المطلب الثاني: نشأة المتاحف
يتفق الكثير من الباحثين والمهتمين وعلماء المتاحف على أن فكرة المتحف وإنشائه كانت لدى المصريين القدماء، فهم الذين وضعوا التماثيل أمام صروح معابدهم وفي قصورهم وفي معابد الدولة لذا نرى أن رمسيس الثامن «الأمير خلع أم واس» قام بترميمات عديدة لآثار أجداده وسجل أعماله على قاعدة في معبد الشمس.تاريخ المتحف وتطوره
تعود نشأة المتحف إلى العصور الوسطى، وقد لعبت الكنيسة دوراً مهما وكبيراً في صياغة ووجود المتحف حيث أدت هذا الدور بل أن الكنيسة تعد هي المتحف في العصور الوسطى لما كانت تحتويه من بعض القطع الأثرية.
وبعد الفتوحات الإسلامية كثرت التحف سواء من الغنائم التي حازها المسلمون من دولتي الفرس والروم أو من الهدايا التي كانت تقدم للخلفاء الولاة، لذا فإن قصور الأمويين في بادية الشام احتوت على التحف الثمينة، وكان الخليفة الأمين هارون الرشيد هو من هواه جمع التحف، كما أن خلفاء الأندلس جمعوا التحف الثمينة والنفائس في قصورهم. وكذلك عمل العباسيون على الاحتفاظ بالتحف فكان الخليفة العباسي الراضي مهتماً بجمع التحف في داره.
عصر النهضة
في هذه الفترة الزمنية حصلت ثورة متحفية كبيرة تهدف إلى التعبير عن الخلود وليس لتوضيح الماضي، وكانت كلمة متحف تطلق على مجموعات خاصة ولكن استخدمت بجانبها كلمات كثيرة مثل، قاعة تماثيل- وقاعة صور زينة للمجوهرات والأشياء النادرة. وفي إبان القرن السابع عشر ومن بداية القرن الثامن عشر كان هناك اتجاه بالاهتمام بالقاعات الكبرى فظهرت في اللوفر «قاعة المريان» 1610 وقاعة في فرساي 1678، وقاعة كورسيني في روما 1729.. ولكن العنصر المهم في تطوير المتحف وهو ضرورة فتحه للجماهير لم يكن موجوداً في عصر النهضة.. لذا كان فتح أبواب متحف كابيتولينو في روما عام 1734 للجمهور حدثاً هاماً في تاريخ تطور المتحف. وفي انجلترا يعد متحف «اشمو ليان»، في أكسفورد أول مؤسسة متحفية كبيرة مجهزة لأغراض العرض وتم فتحها للجمهور عام 1638، وكان يحتوي على كتب مختلفة وآثار قديمة ورسومات وميداليات عليها نقوش يونانية ورومانية. وكذلك في الولايات المتحدة الأميركية، افتتح متحف الفنون الجميلة ببوسطن عام 1870م، ثم افتتح متحف الفنون والعلوم بواشنطن.
العصر الحديث والمعاصر
أول من اهتم بالمتحف والمحافظة عليه هي مصر، وفي زمن محمد علي باشا صدر مرسوم سنة 1835م، يستهدف حماية الآثار، وذلك على خلفية تهريب الآثار خارج مصر ونهبها. وفي عام 1881 صدر مرسوم ملكي بإنشاء وتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية حدد فيه جرد الآثار وصيانتها، وفي عام 1895م تم افتتاح متحف الآثار اليونانية والرومانية في الإسكندرية.
وفي تونس تم افتتاح متحف البارود عام 1888م، وفي الجزائر تم افتتاح متحف الآثار عام 1897م، وفي ليبيا تم افتتاح متحف الآثار الكلاسيكية بطرابلس عام 1919 ومتحف التاريخ الطبيعي في ليبيا أيضاً عام 1936م، وفي سوريا تم افتتاح المتحف الوطني عام 1919م، ومتحف التقاليد الشعبية عام 1954م، ومتحف الخط العربي عام 1975م.
المطلب الثالث: أهداف وأهمية ووظائف المتحف
• أهداف المتاحف: يهدف كل متحف إلى :
1. حماية التراث و الأعمال الفنية المختلفة حسب أنواعها و حسب القيمة الفنية و التاريخية .2. التعريف بالفنون و القطع الأثرية ذات الأبعاد الثقافية و التاريخية و الفنية.
3. المحافظة على المجموعات الفنية ذات القيمة الوطنية أو العالمية.
4. تقوم المتاحف بمهمة توصيل المعلومة عن طريق التحف الفنية التي تعكس تاريخ او حضارة أو ثقافة شعوب.
• وظائف و أهمية المتاحف:
- تساهم المتاحف في التربية و التثقيف و حفظ الآثار و المقتنيات التاريخية و الفنية .
- تساعد المتاحث الأجيال على ربط ماضيها بحاضرها و رسم مستقبلها.
- إثراء الجانب المعرفي و الوجداني لدى الأطفال ’ و المساهمة في التعريف بالتاريخ و الثقافة و هذا ينمي عندهم روح الإنتماء.
- جعل عملية التعلم أكثر إثارة و تشويق و تكون بمثابة التطبيق العلمي لما بتم دراسته نظريا.
- السماح للزائرين بالتعامل مع التحف و المعروضات بشكل مباشر.
- جعل المعلومات باقية الاثر و راسخة في الأذهان و تساهم في معرفة الفروق الفردية .
- الإطلاع على المصادر الثقافية و معرفة الدلائل التاريخية و مميزات كل عصر’ و الإختلاف من حيث المكونات الثقافية و الحضارية التي تساهم في التواصل الفكري و المعرفي.
- المتاحف مصدر الإبداع و الإبتكار و إعداد الأجيال و التواصل بين الشعوب و الثقافات و الحضارات .
- المحافظة على الهوية الوطنية (توثيق مسيرة الشعوب ).
تساهم المتاحف في الحياة الفكرية في المجتمعات و تحدد أبعاد و مفاهيم ’ الدولة ’المواطنة’الإنسان و الطبيعة الإنسانية و عملية التنشئة .
المبحث الثاني : أنواع ومكونات المتاحف
المطلب الأول : أنواع المتاحف
تعد المتاحف مؤسسات ثقافية ذات قيمة معنوية في المجتمعات المتحضرة التي تدرك المعنى الحقيقي للأبعاد التربوية ’ و تصمم خصيصا لرعاية و حفظ و عرض التراث الوطني ’ و هي تساعد على تحديد و فهم ثقافة المجتمعات ’ و علاقة الشعوب ببعضها البعض’ كما أنها حافظة للذاكرة’ كما أن المتحف يثمن قيمة الماضي و يربط الأمس بواقع اليوم.و من أهم أنواعها:
1. المتاحف الأثرية: تضمن إستمرارية الذاكرة و تروي حكايات و تاريخ لحضارات و شعوب و من خلال توفير تجربة تفاعلية مع القطع الأثرية و المعروضات التي تعود إلى حضارات سابقة لا نراها غالبا سوى على صفحات الكتب التاريخية و الصحف أو على شاشات التليفيزيون ’ يبعث التاريخ إلى الحياة من جديد ليتمكن زوار المتحف من بناء علاقة شخصية خاصة تربطهم بقطع ملموسة تعود إلى ذكريات من زمن بعيد ’ و هذا ما يساعد على تمتين العلاقة بالتاريخ و الهوية . فالمتحف عنصر حي من مقومات الهوية الوطنية و الثقافية.
2. المتاحف العلمية و التربوية: ترتكز على التدريب العملي و يضم معروضات تفاعلية و تعتبر إندماجا جميلا بين العلم و الفن حيث يلقى العلم ذلك الإقبال من الناس و هي كثيرة ’ منها ما هو في الفيزياء و الطبيعة حيث تعرض مختلف أصناف النباتات و منها ما يخص جسم الإنسان في المجال الطبي ( تثبيت الجثث و حفظها و هي تجعل الجثث في وضعية ثابتة جاهزة للعرض). كمحارب يمسك بالرمح’ شخص يركب حصان .Corpus Museum
( رحلة رائعة في أنحاء الجسم البشري). تعرض الجسم البشري ’ حيث يتم إنشاء نفق طويل تكون بدايته عبارة عن مدخل كبير إلى فم إنسان ’ تدخل بعدها إلى الأعضاء الداخلية ’ و المتحف الوحيد في العالم الذي تبنى هذه الفكرة بشكل ممتاز. و وضعها موضع تنفيذ هو متحف corpus في هولندة . و قد افتتح عام 2008 و فيه يمكنك أن تقوم بجولة رائعة في جسم الإنسان’ هذه بحق تنشئة إجتماعية و علمية.
يمكن أن نعتبر متحف corpus مركزا تعليميا و ترفيهيا أيضا’ حيث تم إنشاء بعض النشاطات التي تشجع حب المعرفة ادى الأطفال’ هذه النشاطات هي عبارة عن ألعاب قائمة علىفكرة طبية معينة يخرج منها الطفل بفكرة راسخة عن جسمه.( متاحف الاعلام و المتاحف الأدبية و متاحف الوثائق و الطوابع......الخ.
3. المتاحف الفنية: يتميز بعرض الفنون الجميلة بما في ذلك اللوحات و المنحوتات و الفنون الزخرفية مثل: متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. و متحف اللوفر( باريس).المتحف الفني هو عبارة عن مبنى أو مساحة يتم فيها عرض الأعمال الفنية بالأخص الفنون ’ يمكن ان تكون المتاحف عامة أو خاصة و لكن ما يميز المتحف هو ملكيته لمجموعات فنية . اللوحات هي التحف الفنية الأكثر شيوعا و الأكثر طلبا في العرض و مع ذلك فإن المنحوتات و الفنون الزخرفية و الاثاث و المنسوجات و الملابس و الرسومات و الفن التصويري و الكتب الفنية و الصور كلها يتم عرضها كقطع فنية متميزة( عرض القطع الفنية.)
4. المتاحف التاريخية: خلال قرون مضت ’ أدرك الإنسان اهمية الماضي ’ حيث بذلت الثقافات القديمة من الوقت و الجهد لتعليم الاطفال( التاريخ). و أن الفهم العميق للماضي و التاريخ يساعد الجبل القادم على تكوين شخصيته و استيعاب هويته الإنسانية .
كما لا يمكننا المضي قدما نحو المستقبل من دون أن تتعمق بشكل كاف في معرفة الماضي و فهمه ’ و أن الفهم الصحيح للتاريخ ’ ليس كمراحل تاريخية ’ و إنما كقيم و ثقافة و حضارة’ مبادئ و أخلاقو تنشئة أجيال. إن التاريخ هو ذاكرة الشعوب كفيلة بأن تعطينا ذلك الشعور بالتواصل و الإنسجام مع الزمان و المكان و المجتمع’ و الارتباط بأصالة الجذور الثقافية و الحضارية و الهوية الوطنية. فهوية أي وطن إنما هي لوحة ترسم أجزاؤها بتطلعات الدولة و طموحها للمستقبل و أعمال و جهود الحاضر و ذكريات الماضي ’ و لذلك مهما تطورت الاوطان فإنها تبقى مزيجا متكامل الأجزاء بين الماضي و الحاضر و المستقبل..(7)
تعد المتاحف من أبرز المظاهر التي تعكس الإهتمام بالتاريخ و التراث حيث تعكس هذه المتاحف جوانب مختلفة من تاريخ الوطن و الهوية الثقافية للشعب .
يكمن دور المتاحف على المستوى المجتمعي في زيادة الوعي لدى المواطن بأهمية الحفاظ على تراثه كشاهد تاريخي على أصالة الشعب كما يمكن الاجيال القادمة من الإطلاع على تاريخها و تاريخ أجدادها و على تراث شعبها الثقافي. و من المتاحف التاريخية متاحف المعابد القديمة.
( الهند . الصين ) و متاحف كنوز الأمراء و المتاحف الأثرية ( الآثار في مواقع إكتشافها و متاحف التاريخ الطبيعي.)
5. المتاحف الخاصة بالأطفال: تحتوي على معارض تقدم برامج و معلومات مبسطة لتحفيز خبرات التعلم لدى الطفل. يرمي متحف الاطفال إلى تنمية القدرات التعلمية لدى الأطفال و إثارة فضولهم و تزويدهم بمهارات اساسية تساعدهم مدى الحياة . كما يساهم في تطوير قدراتهم عن طريق تشجيعهم على التساؤل و التجريب و الرصد و اختراع النظريات كما يعمل على مساعدتهم ليكونوا قادرين على حل الامور المتعسرة بطريقة إبداعية من خلال وضعهم امام التحدي. و يقوم المتحف بتنمية الروح الإبداعية و الجمالية لدى الأطفال عبر تزويدهم بالمكان و الفرصة و التجهيزات المحفزة لإكتشاف المواهب في داخلهم و غرس روح المبادرة و البحث و الإطلاع.( متاحف تجهيزات الأطفال و متاحف الألعاب.).
6. المتاحف الصناعية : متاحف التقنيات و الصناعات اليدوية و التقاليد الشعبية و متاحف وسائل النقل و الصناعات . ( الثورة الصناعية و ما أنتجته من صناعات عن طريق البحث العلمي و التكنولوجي و استخدام التقنيات التي تحولت إلى معروضات بالمتاحف.)
7. المتاحف الزراعية : متاحف الأدوات و الآليات الزراعية ’ التربة و الحيوانات والطيور.
8. متاحف المدن: متاحف المباني و المدن و التي تمثل حقبة زمنية محددة ( تاريخية.)
تقوم المتاحف بالتنشئة و تنمية الفكر الإبداعي العلمي و المعرفي من خلال الممتلكات الثقافية و تفعيل دورها التربوي التثقيفي ’ و على هذا الأساس أدركت الشعوب الدور الهام الذي تقوم به المتاحف على اختلاف انواعها.
تنظيم الزيارات المدرسية للمتاحف ليتيحوا للتلاميذ فرصة التأمل بعمق و التفكير بحرية و الأستنتاج برغبة و دقة و القيام بالتنشئة و تكوين الشخصية و تنمية طاقاتهم الفكرية و تطوير الحس الجمالي و الذوق الفني و الوعي الحضاري.
المطلب الثاني: مكونات المتحف
تختلف مكونات مبنى المتحف تبعاً لنوعه وحجمه وأهميته، وهو عامة يحوي ما يأتي: ـ صالات العرض : في الحالة التي تكون فيها صالات العرض كلها بحجم واحد يكون ذلك مملاً لذلك تتغير المقاسات والعلاقة بين الارتفاع والعرض وتستعمل ألوان مختلفة للجدران مما يوفر دافعاً فورياً للاهتمام، أما بالنسبة لحجم الصالات فيكون متناسباً مع نوع المعروضات وحجمها، وتصمم حديثاً صالات عرض واسعة لخلق فراغات غير منتظمة بحيث يمكن تركيب فواصل متحركة خفيفة الوزن بينها توضع حسب الحاجة.
ـ خدمات صالات العرض: كقسم الصيانة الذي تتم فيه عمليات صيانة المعرض وتخزين المواد إضافة إلى الطباعة والتصوير والإلكترونيات والخدمات التقنية اللازمة من تدفئة وتكييف وغيرها.
ـ إدارة المجموعات والإدارة اليومية: يغطي هذا القسم جميع الوظائف العلمية والإدارية المتعلقة بالمتحف.
ـ قسم الإدارة اليومية: يقوم بالتحكم بالحركة ودخول العامة والبحث، ويتألف من مكاتب للمديرين ورؤساء الأقسام ومكاتب للموظفين وخدماتها.
ـ الخدمات الثقافية: إن المتاحف منشآت ثقافية وترفيهية بآن واحد لذلك يجب أن تتضمن بعض النشاطات الثقافية كصالة محاضرات وغرفة نشاطات، إضافة إلى المكتبة وأقسام البحث والدراسة.
ـ الخدمات الترفيهية: كمطعم أو مقصف.
المبحث الثالث: نماذج عن المتاحف العالمية :
المطلب الأول: في أوروبا (فرنسا)
تحظى أوروبا بالكثير من المتاحف المتميزة والتي تحظى على إعجاب فئة كبيرة جدا من الزائرين من كل مكان بالعالم، فالرحلات إلى الدول الأوروبية يتطلب معرفة الكثير والكثير عن أهم المتاحف الموجودة هناك ليتم زيارتها للتعرف على تاريخ أوروبا وعراقتها، فهناك مجموعة من المتاحف المشهورة التي ينبغي زيارتها على كل من يسافر إلى دول أوروبا حتى يتمكن من التمتع بتاريخ كبير من الأصالة كما يكتسب الكثير من المعلومات والثقافات الأخرى، لذلك نقدم أفضل 10 متاحف يمكن زيارتها في دول أوروبا .متحف اللوفر:
متحف اللوفر من أهم المتاحف الفنية في العالم، ويقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس عاصمة فرنسا. يعد متحف اللوفر أكبر صالة عرض للفن عالمياً وبه العديد من الاثار المصرية سرقت أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وكان عبارة عن قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، تحاشياً للمفاجآت المقلقة هجوما على المدينة أثناء فترات غيابه الطويلة في الحملات الصليبية، وأخذت القلعة اسم المكان الذي شُيدت عليه، لتتحول لاحقاً إلى قصر ملكي عرف باسم قصر اللوفر قطنه ملوك فرنسا وكان آخر من اتخذه مقراً رسمياً لويس الرابع عشر الذي غادره إلى قصر فرساي العام 1672 ليكون مقر الحكم الجديد تاركا اللوفر ليكون مقراً يحوي مجموعة من التحف الملكية والمنحوتات على وجه الخصوص. في عام 1692 شغل المبنى أكاديميتان للتمثيل والنحت والرسم والتي افتتحت أولى صالوناتها العام 1699. وقد ظلت تشغل المبنى طوال 100 عام. وخلال الثورة الفرنسية أعلنت الجمعية الوطنية أن اللوفر ينبغي أن يكون متحفاً قومياً لتعرض فيه روائع الأمة. ليفتتح المتحف في 10 أغسطس 1793. ويعد اللوفر أكبر متحف وطني في فرنسا ومن أكثر المتاحف التي يرتادها الزوار في العالم. خضع في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتيران إلى عمليات إصلاح وتوسعة كبيرة.
أقسام المتحف
والمتحف مقسم إلى أجزاء عدة حسب نوع الفن وتاريخه. ويبلغ مجموع أطوال قاعاته نحو 13 كيلومتر مربع، وهي تحوي على أكثر من مليون قطعة فنية سواء كانت لوحة زيتية أو تمثالاً. وبالمتحف مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة -والتي يبلغ عددها 5664 قطعة أثرية-، بالإضافة إلى لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.
يدخل الزائر إلى متحف اللوفر من خلال هرم زجاجي ضخم تم افتتاحه في عام 1999م، وأهم أقسام المتحف القاعة الكبرى التي شيدها كاترين دي ميديشي، في القرن السابع عشر، وتحتوي على العشرات من اللوحات النادرة لعباقرة الرسامين، تتصدرها تحفة ليوناردو دا فينشي الموناليزاالشهيرة التي رسمها عام 1503م. وأيضا من روائع لوحات القاعة وجه فرانسيس الأول للرسام تيتان.
وإلى يمين القاعة الكبرى، هناك قاعة ضيقة يعرض فيها بعض لوحات الرسام الفرنسي تولوتريك الذي اقترن اسمه بمقهى المولان روج. وفي قاعة أخرى من المتحف ،يمكن مشاهدة لوحة زيتية شهيرة هي لوحة تتويج نابليون الأول للرسام دافيد. ويحتوي المتحف أيضاً على تمثال البيليجورا، وهو الذي استخدم في فيلم (البيليجورا شبح اللوفر). وكما يحتوي المتحف على العديد من الأثار الشرق أوسطية والتي قام الأوروبيون بسرقتها خلال حملاتهم الصليبية والاستعمارية على مدار القرون أبو فهد، حيث يتم عرضها حالياً في المعرض. وقد كتب عن هذا المتحف العديد من الروايات المشوقة، من أهمها رواية شيفرة دا فينشي للكاتب العالمي دان براون .فكرة متحف اللوفر يوم بدأ فرانسوا لأول بجمع مختارات فنية جديدة مكونة من اثنتي عشر لوحة ثم تابع هنري الثاني وكاثرين دو ميديسي عملية إثراء المجموعة بأعمال مميزة، كما فعل الكثير من الحكام غيرهم.
ساهم نابليون الأول بدوره في تعديل معمارية القصر، فتمت صيانة أعمدته، ونحت واجهته المطلة على النهر.. وأستمر العمل في تعديل قاعاته، ودُرس مشروع ربط قصر اللوفر بقصر التويلري ليكونا قصرا واحدا إلا أن خسارة معركة ووترلو، وقدوم المتحالفين وقيامهم بالاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الكنوز المتراكمة دون أن يتمكن من اعتراضهم أحد...
الأقسام والمدارس الفنية التي يضمها المتحف كالآتي :
- الشرقيات. - مصر القديمة. - الحضارتان اليونانية والرومانية
بالإضافة إلى المدارس الفنية التالية :
- المدرسة الفرنسية. - المدرسة الإيطالية. - المدرسة الهولندية والفنلندية. - المدرسة الإنجليزية
وتنقسم مجموعاته إلى 7
• الإدارات
شرقية الآثار، الآثار المصرية واليونانية والرومانية والأترورية لوحات والمنحوتات والفنون والفنون التخطيطية من العصور الوسطى حتى عام 1850.
المطلب الثاني: في افريقيا (مصر)
المتحف المصري
المتحف المصري هو أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويقع في قلب العاصمة المصرية "القاهرة" بالجهة الشمالية لميدان التحرير. يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835 وكان موقعه حينها في حديقة الأزبكية، وكان يضم عدداً كبيراً من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر في افتتاح متحفاً يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيلبالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.
يعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته،[a] يضم المتحف أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.
وضع تصميم المتحف المعماري الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897 ليقام بالمنقطة الشمالية لميدان التحرير «الإسماعيلية سابقاً» على امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل، واحتفل بوضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897 في حضور الخديوي عباس حلمي الثاني ورئيس مجلس النظار «الوزراء» وكل أعضاء وزارته، وتم الانتهاء من المشروع علي يد الألماني هرمان جرابو.[4][6][7] في نوفمبر 1903 عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتيالذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 ونقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية، أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سيراً ذهاباً وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل. وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتاً حجرياً، تزن ما يزيد على ألف طن إجمالاً. إلا أن عملية النقل قد شابتها الفوضى بعض الوقت. وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902، كما تم نقل ضريح مارييت إلى حديقة المتحف، تلبيةً لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يستقر جثمانه بحديقة المتحف مع الآثار التي قضى وقتا طويلاً في تجميعها خلال حياته.[4]
في 15 نوفمبر 1902 تم افتتاح المتحف المصري رسمياً. واعتمد المتحف الجديد على أسلوب عرض يقوم على ترتيب القاعات ترتيباً تدريجياً ولم يؤخذ في الاعتبار تخصيص حجرات لفترات الاضطراب، نظراً لأنها اعتبرت غير ذات أهمية تاريخية. وقد صنفت الآثار بالمتحف حسب موضوعاتها، إلا أنه لأسباب معمارية ثم وضع التماثيل الضخمة في الدور الأرضي، في حين تم عرض الخبايا الجنائزية المكتشفة في الطابق الأول تبعاً للتسلسل التاريخي، وفي كل يوم يتم وضع وتجميع آثار في عدد من الحجرات وفقا لموضوعاتها. وأصبح المتحف الوحيد في العالم المكدس بالآثار لدرجة أنه أصبح مخزناً، وعندما سُأل ماسبيرو عن السبب، أجاب بأن المتحف المصري هو صورة للمقبرة أو المعبد الفرعوني، فقد كان يستغل الفنان كل جزء فيه لوضع لوحة مرسومة أو نقوش هيروغليفية، بل إن المنزل المصري الحديث في ذلك الوقت كان يتم فيه وضع لوحات وصور بحيث يستغل كل جزء علي الحائط، أي أن المتحف صورة للمصري الحالي والقديم
المطلب الثالث: في آسيا (الصين)
متحف العاصمة بكين
متحف العاصمة بالصينية هو متحف الفن في بكين، الصين. تم افتتاحه في عام 1981، انتقل المتحف إلى مبناه الحالي في عام 2006، وهو يضم مجموعة كبيرة من قطع الخزف القديمة، والبرونزية، وفن الخط العربي، والرسم، واليشب، ومنحوتات كثيرة يصل عددها إلى 200.000 قطعة اثرية وتماثيل بوذية من الصين الإمبراطورية فضلا عن الثقافات الآسيوية الأخرى. كان يقع هذا المتحف سابقاً في متحف "كونفوشيوس تيمبل" على طريق بكين. يقع على مساحة قدرها 60.000 متر. مربع. وهو مقصد سياحي شهير وخاصة لهواة الثقافة وقد تم إحصاء عدد الزوار في أول خمسة أشهر لعام 2007 م وكان 160000 زائر
موقع المتحف
خطط ان يقع المتحف في معبد كونفوشيوس وجهز في عام 1953 وافتح رسميا في 1981, واعتبر من أكبر المباني التى تمثل حضارة بكين في الخطة الخمسيه العاشره.اما المتحف الجديد قد وافقت عليه إدارة حكومة مدينة بكين.
• في عام 1991 وافق عليه مجلس الدولة بعد موافقة المجلس الاعلى للتنميه والاصلاح.
• في ديسمبر 2001. تحت رعاية واهتمام الحكومة في بكين وبعد مرور اربع سنوات من العمل الشاق اصبح المتحف من ابرز المعالم الموجودة في شارع شان ان بوسط العاصمة الصينيه بما يتميز به المتحف من تكنولوجيا متقدمه والمعارض الضخمة بداخله والمعمار المميز وقد اصبح المتحف من أهم الرموز الحضاريه والتاريخية في مدينة بكين.[3]
المتحف هو الطريق الأفضل الذي من خلاله تعرف تاريخ الامم وحضارتها. يحوي تراث تاريخي يمتد إلى الاف السنين. من خلال رؤية هذا التراث يمكن تخيل مدى الابداع الذي اشتهر به الصينيون منذ قديم الزمن. بالاضافة إلى فنون عديدة يحويها المتحف.
المجموعات الأثرية
الموقع المحدد لمتحف العاصمة يؤثر على المحتويات لمعارضه: العروض الاساسية والعروض الرائعة والمعارض المؤقتة.
• العروض الأساسية :
<<عاصمة بكين القديمة- فصل التاريخ والثقافة>> و<<عاصمة بكين القديمة- فصل بناء المدينة>> و<<عاصمة بكين القديمة---- معرض التقاليد الشعبية في بكين القديم>>. و<<عاصمة بكين القديمة- فصل التاريخ والثقافة>> و<<عاصمة بكين القديمة- فصل بناء المدينة>> هما العروض الرئيسية في متحف العاصمة، وأنهما يقدمان للناس ثقافة بكين الرائعة المذهلة، وتاريخ التنمية لتقدم إلى العاصمة المزدهرة العظيمة خطوة خطوة، وقد أصبحا علامة المعروضات لبناء المتحف من الدرجة الأولى في الوطن.
• العروض الرائعة :
هذه المجموعة تحوي سبعة معارض هي <<معرض الأخزاف الفينة في العصور القديمة>> و<<معرض البرونزية الفنية في منطقة يان>> و<<معرض الخط الفني في العصور القديمة>> و<<معرض الرسوم الفنية في العصور القديمة>> و<<معرض اليشم الفنية في العصور القديمة>> و<<معرض الأعمال البوذية الفنية في العصور القديمة>> و<<معرض التحف الدرسية>>. و<<معرض عاصمة بكين القديمة-التقاليد الشعبية في بكين القديمة>> عرض لاستكمال وتعميق ثقافة بكين. وفي كل المعارض كما في الأعلى 5622 تحفة أثرية ثقافية لجمع المتحف.
• المعارض المؤقتة:
هي مسرح للدراسة والتمتع بالعلاقات التبادلية بين ثقافة بكين وبين ثقافة المناطق الأخرى الصينية وبين الثقافة الصينية والثقافة العالمية.[4]
معظم المجموعات الأثرية اكتشفت بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية فبعضها يعود للعصر الحجري والآخر للعصور التي تليه ويضم مجموعة كبيرة من قطع الخزف القديمة، والبرونزية، وفن الخط العربي، والرسم، واليشب، ومنحوتات كثيرة يصل عددها إلى 200.000 قطعة اثرية وتماثيل بوذية من الصين الإمبراطورية. ومن بين المعروضات 166 قطعة أثرية عمرها حوالى 2500 عام
المطلب الرابع: في امريكا (الو م أ)
متحف المتروبوليتان للفنون:
متحف المتروبوليتان للفنون هو متحف فنون يقع في سنترال بارك في نيويورك أسس عام 1870 ويعتبر من أشهر وأضخم متاحف العالم، يحتوى على أثار من جميع الحضارات البشرية.
التأسيس
في عام 1866 التقت مجموعة من الأميركيين للاحتفال في العيد الوطني الأميركي الرابع من يوليو في مطعم «بوا دي بولون» بباريس وكان من بين المجموعة جان جي حفيد واحد من القانونيين المعروفين في أمريكا الفتية آنذاك. واقترح على المجموعة قائلا «حان الوقت الآن لإنشاء معهد وجاليري للفن في نيويورك «وقد استقبل الاقتراح بحماس», وبعد مرور سنة على ذلك اللقاء قاد جان جي الذي كان يرأس نادي النقابة في نيويورك حملة بين قادة المجتمع المدني وتجار الفن وأصحاب الجمعيات الخيرية من أجل إنشاء أول متحف أميركي يضاهي متاحف أوروبا,وفي نهايات سبعينات القرن التاسع عشر ولد متحف المتروبوليتان للفن الذي انتقل في عدة مواقع حتى استقر بيه الحال في موقعه الحالي على الجادة الخامسة شمال مانهاتن ليحاذي حديقة نيويورك الكبيرة السنترال بارك.
عن المتحف
المتحف بطراز معماره القوطى أخذ بالاتساع شيئا فشيئا حتى أصبح واحدا من أكبر متاحف الفن في العالم وقد وصفه فيليب دي مونتيبيلو مدير المتحف الحالي بدائرة معارف نيويورك ويذهب بعيدا قائلا إنه «دائرة معارف الفن في العالم» ومن الممكن أن تشاهد فيه ما يعكس ثقافات شعوب عدة بدءا من الفن الآشوري والمصري ومرورا بفن فلورنسا وحتى ما يعكس ثقافة غينيا بيساو الجديدة وهضبة التبت الصينية.
ويعتبر متحف المتروبوليتان للفن أكبر متاحف الولايات المتحدة وهو الأكبر في مدينة نيويورك وهو من المتاحف الكبيرة في العالم.
تبلغ مساحة المتحف أكثر من مليوني قدم مربع ويضم أكثر من 3ملايين قطعة: من الفن الحديث والقديم من مختلف دول العالم ويضاف إلى ذلك أن هذا الصرح يضم أيضا قطعا من الآلات الموسيقية والعسكرية المتنوعة تعود إلى فترات زمنية من تاريخ البشرية متنوعة. وفي البداية اقتصر المتحف على الفن الأوربي وقليلا من الفن الأمريكي ولكن مع مرور الزمن اتسع المتحف ليضم مجموعات كبيرة من القطع الفنية والتحف إضافة إلى جناح خاص بفن التزيين والتصميم الأميركي ويحتوي هذا الجناح على 12 آلف قطعة من نماذج الأثاث والتصاميم الأميركية. وقد انتهى المعماري ريتشارد موريس هونت خريج مدرسة الفنون الجميلة في باريس من تصميم وإنجاز المتحف بطرازه القوطي عام 1926 ومع ذلك بقيت الإضافات مستمرة حتى أخذ شكله النهائي في العام الماضي.
ولا يمكن الزائر لنيويورك تجاهل متحف المتروبوليتان نظرا لموقعه وطرازه المعماري الذي يختلف كليا عن المعمار الحديث الذي ميز مدينة نيويورك حيث البنايات العالية ذات الواجهات الزجاجية. فالمتحف لا يغري عشاق الفن فحسب وإنما يغري محبي التصاميم وديكورات القصور الكبيرة وتصاميم الأزياء. والمتحف في نظامه وطريقة عرضه للأعمال الفنية يتجاوز الشكل التقليدي أو الكلاسيكي الذي ميز متاحف أوروبا خصوصا متحف اللوفر بباريس أو البرادو في مدريد.
فهو لم يقتصر على الأعمال الفنية وإنما تجاوز ذلك ليشمل عرض آلات موسيقية وعسكرية وأثاث قديم إضافة إلى جناح خاص بتطور الأزياء حتى العصر الحديث. وما يلفت للنظر ضمه مجموعة من أزياء مغنيي ومغنيات الأوبرا والبعض منها لمصممي أزياء معروفين على رأسهم الإيطالي الراحل فرساشي. وإذا تميز متحف المتروبوليتان بحيازته على مجموعة كبيرة من الفن المصري والآشوري القديم غير أنه يتفاخر بأكبر مجموعة لديه من الفن الإسلامي.
اجنحة المتحف
الجناح الخاص بالفن الإسلامي يبرز هذا الجناح تطور هذا الفن منذ القرن السابع الميلادي وحتى القرن التاسع عشر وليس من المبالغة القول إن الجناح يقدم رؤية شاملة للفن الإسلامي. فالجناح يحتوي على أعمال فنية تمثل مراحل مختلفة من الفن الإسلامي ولا تقتصر على الخط العربي والمنمنمات والزخارف الإسلامية وإنما تشمل أيضا قطعا فنيا تعكس تطور المعمار الإسلامي وصناعة النسيج وتطور فن السيراميك. و الجناح يضم أعمالا من العالم الإسلامي القديم من الجزيرة العربية والأندلس ومصر وسوريا والعراق والهند وفارس ومنغوليا الهندية. وقد تكون تحفة هذا الجناح هي القاعة الدمشقية التي تجسد رفعة ما بلفه الفن الإسلامي المعماري ولا يقتصر المتحف على ما لديه من مجموعات فنية وإنما يقوم بين حين وأخر بتقديم عروض فنية لفنانين من العالم أو تقديم عروض خاصة لمراحل فنية معينة أو لبلد أو قارة معينة.
وأول ما يواجه الداخل للمتحف بوابته الكبيرة التي تقوده إلى ساحة الاستقبال للمعلومات وحيث تكون قاعة الآثار المصرية على يمين الزائر ثم مكتبة المتحف الكبيرة ومن هناك إلى جناح خاص لفن القرون الوسطى الأوروبية.
وقد توزعت أجنحة المتحف على قاعات خاصة كبيرة منها جناح خاص بالثقافة والفن الأميركيين بدءا من القرن السابع عشر وحتى بدايات القرن العشرين.
وهناك جناح خاص بفن الشرق الأدنى القديم ويضم أعمالا من فترة الألفية السادسة قبل الميلاد وهي من وادي الرافدين وسورية والأناضول ولعل ما يميز هذا الجناح هي الأعمال التي تعود إلى الفترة الآشورية ومن بينها جداريات وتماثيل للثور الأشوري المجنح الشهير.
ثم يأتي جناح كبير من أهم أجنحة المتحف وهو جناح الفن البدائي ويضم أعمالا من أفريقيا ومن سكان الأميركيتين الأصليين الهنود ويحتوي على تماثيل وقطع فنية ذات مواصفات عالية من بنين نجيريا ومن شرق وجنوب أفريقيا.
ويلي هذا الجناح قاعة كبيرة خاصة بالفن الآسيوي القديم تزينها أعمالا وقطع فنية وتماثيل من جنوب شرق آسيا ومن الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وكلها تنتمي إلى مرحلة ما قبل الميلاد. ومن ثم يأتي الجناح الخاص بالأزياء الذي يعكس تطور الأزياء في العالم.
وبعد هذه الرحلة تفاجأ بالجناح الخاص بالفن المصري القديم والذي يضم أعمالا من المرحلة الأولى للمملكة الجديدة في مصر القديمة ولا يقتصر الجناح على أعمال السيراميك والقطع الطينية بل يضم مجموعة من التماثيل والبورتريهات لملوك المملكة الجديدة في مصر القديمة.
خاتمة:
اضحت المتاحف تقدم ثقافة بارزة ترسخ في الوجدان و تبقى في الذاكرة (التراث و الموروث الثقافي و التاريخي.). فالمتاحف ثقافة مجسدة و متعة للعين و الخيال و غذاء للعقل و القلب’ و تتجسم أمامنا التاريخ ’ بكل عصوره و أطواره ما يضيف ثراء هائلا في أفكار الأجيال و قوة وطنية في قلوب و عقول أبنائنا.فالمتاحف تقدم العلوم و الثقافات المختلفة المتنوعة و تجسد التاريخ و التراث .
إن إقامة و إنشاء المتاحف يعتبر ضرورة وطنية يتم من خلالها الحفاظ على التراث الشعبي و حماية وحفظ الموروث الثقافي للتعريف بمفرداته كثروة وطنية. و حماية تراثنا الثقافي الذي هو أحد المكونات الرئيسية للهوية الثقافية للشعب الجزائري كما يمكن ان يكون موردا مهما للتنمية المستقبلية ( السياحة الثقافية) .
فلا شك أن للمتاحف دور هام في نشر الثقافة في المجتمع و الحفاظ على التراث ( قيمة المحتويات الفنية و التاريخية.). وليس المتحف مجرد مخزن لحفظ التراث بل بيئة ثقافية و قيمية ذات أدوار وظائف مختلفة و نشر رسالة عالمية .
المصادر والمراجع ارجوكم
ردحذفالمراجع ارجوك
حذفاريد المصادر والمراجع ارجوكم
ردحذفالمصادر
ردحذفالمصادر!!!!؟
ردحذفالمراجع والمصادر
ردحذف