-->
المعرفة Knowledge المعرفة Knowledge
recent

آخر الأخبار

recent
all
جاري التحميل ...
all

تمرنة


تمرنة


أسست تمرنة في القرن الرابع الهجري قبل حي القصبة بـ 40 سنة، وأصل سكانها برابرة عربهم الإسلام وتم اختلاطهم ببعض الوافدين العرب المشارقة قبل أن تنشأ تمرنة الحالية، شهدت ميلاد عدة قرى اضمحلت وتلخصت في الأخير تحت اسم تمرنة القديمة. بداية من أوتيكا وهي كلمة بربرية بمعنى البلاد القديمة وهي بلاد تقع بين قريتي تمرنه الجديدة وتمرنة القديمة، اضمحلت بعد أن دفنتها الرمال، وهجرها السكان وانقسموا إلى قسمين: قسم أسس بلدة سيدي بوخيران، وبعد زوالها أسسوا تمرنة القديمة، وقسم أسسوا السيفاوي، وبعد زوالها أسسوا تمرنة الجديدة، وبعد زوالها أسسوا تمرنة الجديدة، وبعد زوالها أسسوا تمرنة الجديدة. وبمرور الزمن وتآكل البنايات انقسم سكان تمرنة القديمة إلى قسمين كذلك: قسم منهم أسس قرية الزوالية، وقسم آخر أسس قرية الشمرة.
وهي تقع في الجنوب الشرقي الجزائري، وهي حاليا تابعة لبلدية سيدي عمران ولاية الوادي. بنيت البلدة على هضبة غمرتها في القديم مياه وادي الرتم وجزأتها إلى قسمين، وبنيت وسط واحة من النخيل، وهذا ما ترك أمر ترميمها أو توسيعها مستحيلا حفاظا على الثروة النباتية التي تعتبر مصدر عيش للسكان الفلاحين.
وللتعرف أكثر على طبيعة المنطقة ودراستها دراسة اجتماعية واقتصادية متواضعة لا بد مكن التطرق إلى جوانب عدة قادرة على إبراز هذا الكنز المقبور.
للجانب العمراني
إن التمعن للجانب العمراني لمنطقة وادي ريغ ككل… ومنطقة تمرنة القديمة بالتحديد ولو بعين الدارس المتواضع – يصل إلى نتيجة بديهة ومتميزة. وأن مواد البناء المستعملة كلها من المنطقة:
·        الطين: وهي المادة الأولية وتستخرج من محافر خاصة وهي بمثابة الاسمنت حاليا ويصنع كذلك منها الطوب الطيني.
·        الحجارة: وهي ذات استعمالين كذلك للبناء ولصناعة الجبس بعد أن تحمى في أفران تقليدية وتجول إلى مسحوق بسواعد السكان.
·        الأعمدة الخشبية وجريد النخيل: تستعمل لتغطية البيوت ولصناعة الأبواب وبعض اللوازم الأخرى، ولم تُخترْ هذه المواد جزافا وإنما لكونها ملائمة لمناخ المنطقة فهي حارة شتاء وباردة صيفا. وتتميز البيوت بالطيف ومعظمها على طابقين، وما يشد الناظر تلك الزخارف التي تبدو جلية في بعضها، وهذا ما يبرز الروح الجمالية لدى السكان منذ القدم. أما التصاميم فروعيت فيها مبادئ الشريعة الإسلامية أي المناسبة لقيم الأسرة المحافظة كتخصيص غرفة خاصة بالضيوف منعزلة وكذلك عزل المراحيض، وهناك ظاهرة أخرى عرفت بها معمارية المنطقة وهي القباب هذا الأسلوب المتميز الذي يعكس أشعة الشمس ويخفف من شدتها على المباني.
-استعمال المواد الأولية المحلية دليل على مدى تطور فكر السكان اقتصاديا وعلميا.
-عملية الإنجاز معظمها تتم عن طريق التعاون الجماعي أي التويزة عوض العمل المأجور وهذا ما يبرز روح التضامن والتكافل بين السكان، وكذلك ظاهرة السكن الجماعي التي تبرهن بصدق عن الترابط الأسري الأصيل والقبول بالحياة الجماعية.

الجانب الاجتماعي
نحاول في هذا الجانب الوقوف عند بعض المواقف الجديرة بالملاحظة والتنويه دون استطراد ولا تمديد.
 إن فكرة الجماعة كانت مجسدة في النمط المعيشي لأهل المنطقة. ولهذا الطرح  ما يبرره من أمثلة واقعية: كانتشار السكن الجماعي كوجود 5 عائلات في بيت  واحد وخضوعها لسلطة كبار العائلة في أخذ القرار. وعموما، كان الطابع الغالب  على هذا الجانب هو التضامن والتكافل… حيث أن السكان يكونون نواة واحدة  فيحزنون لحزن الواحد منهم كما يفرحون لفرحه، ويتعاونون في قضاء حوائجهم  معتمدين على عملية التويزة، ويدعون حل مشكلاتهم وخصوما تهم إلى مجلس  شيوخ البلدة الذي هو بمثابة المحكمة وجهاز القضاء فهو الذي يبرم عقود الزواج  أو يفسخها ويدعو إلى الصلح أو غيره كما يسن القوانين التي تنظم حياة الأهالي  وتحرك الحياة في البلدة.
الجانب الاقتصادي

في موضوعنا نحاول تسليط الضوء ولو على نقاط يسيرة كانت تجسد الماكينة الاقتصادية للبلدة في ذلك الوقت. كانت تعتمد في اقتصادها على الجانب الفلاحي بالدرجة الأولى وبعض الصناعات التقليدية البسيطة. إنتاجها الزراعي الأول هو التمور هذه الأخيرة تحظى بشهرة عالية نظرا لجودتها ووفرتها إلى جانب بعض الزراعات التي تغذي السوق المحلية كالطماطم، الفلفل، البند راق، السلق …إلخ. وعرف أهل المنطقة بجديتهم في العمل وهذه ميزة اتصفوا بها منذ القدم. إلى جانب ذلك، اهتم السكان بتربية الماشية لتوفير اللحوم الحمراء والحليب وكذلك الدواجن. أما في ميدان التصنيع اعتمدوا أولا تحويل أخشاب أشجار النخيل إلى مواد ذات استعمال واسع، فأسسوا النجارة بتحويل هذه الأخشاب إلى أبواب وصناديق وأنابيب وحتى أواني المطبخ منها الأطباق والأكواب وغيرها والقبعات وأشياء كثيرة وحولوا بأناملهم المبدعة الطين إلى صحون وقدر ومزهريات وآلات للطرب والاستطباب وللشرب كالجرة والقلال. كما عرفوا فن الحدادة وأبدعوا فيها فصنعوا الأقفال وأدوات الحرث والحصاد والكانون والسكاكين وإنجازات لا يمكن حصرها. وما زالت إبداعاتهم تشهد لهم عن ذلك إلى يومنا هذا، وما يثبت تطور المنطقة اقتصاديا كونها نقطة عبور ومرور للعديد من القوافل التي كانت تقصدها مرارا وهذا ما ساعد السكان على لإنجاز تجارة نشيط.
الجانب التعليمي
عرفت المنطقة بالتعليم الديني وذلك لوجود المساجد بكثرة وكذا معلمين للقرآن الكريم حيث كان الأهل يتنافسون في حفظ كتاب الله العزيز ويبرزون مدى تفوقهم في شهر رمضان المعظم خلال من صلاة التراويح وهذا ما ساعد على وجود عدد كبير من السكان يحسن الكتابة والقراءة وبعض المبادئ البسيطة في الرياضيات، كما احتك السكان بالمشايخ الذين قصدوا البلدة طلبا للعلم والتفقه في الدين. كما عرفت المنطقة بتطور الجانب الطبي وخاصة التداوي بالأعشاب الطبية حيث توصبل السكان إلى إيجاد وصفات استشفائية لعدة أمراض كأمراض المعدة والصداع …إلخ، وكذلك عرفوا الرقية والتردد على الطالب وكانت لهم طرق معروفة إلى يومنا هذا في هذا المجال، وبرعوا أيضا في صنع بعض المستحضرات الطبية الفعالة.

الجانب الثقافي
لم يكن هذا الجانب ومغيبا بل تطوره هو الذي أضفى على حياة المنطقة نكهة وأكسبها شهرة في الناحية إلى يومنا هذا.
ثقافة البلدة كانت ذات ينابيع إسلامية عريقة وهذا ما ظهر في تمسك السكان بإحياء المناسبات الدينية، حيث كانت تقام الحفلات الدينية في المساجد إلى ساعات متأخرة من الليل وتوزع الهدايا والصدقات، وتقام المجالس للذكر كالاحتفال بالمولد النبوي أو عاشوراء …الخ، وأنشأت فرق للمدائح تعرف بـ "لخوان" ولا زالت متواجدة لأيامنا هاته ونالت شهرة كبيرة ، حيث كانت تحيي مناسبات الأفراح كالزفاف والولائم المختلفة، كما عرفت المنطقة فرقة الحضارة والتي ما تزال معروفة حتى اليوم، وكانت تقام ولائم تعرف بـالوعدة، وفرق موسيقية ينشطها الشباب كفرقة الزرنة التي كانت تحيي أعراس البلدة وهي تستقطب جمهورا واسعا يرافقها بأهازيج وأغان ورقصات معروفة لدى الجميع، كما كانت ترافق الخيالة في جو الاحتفال، وللنسوة أيضا نشاط متميز فهن يحيين الأعراس بفرق خاصة تنشطها مجموعة من النسوة ممن عرفن بالصوت العذب والحافظة القوية ويحافظن على التراث الشعبي بتلقينه للأطفال عن طريق الحكاوي ليلا والحكم والأمثال خاصة من طرف العجائز. فحتى الجانب الرياضي كان متميزا… عرف السكان لعبة القوس المشهور وكذلك ألعابا فكرية أخرى كالسيق والخربقة وتسلق النخيل وحتى السباحة حضت بقسط وافر حيث كانت المستنقعات مكانا صالحا للتباري والتنافس في فتن السباحة كما كانوا يتبارون في تسلق النخيل والسير لمسافات بعيدة، حيث كانوا يقطعون مسافة 50 كلم في وقت قصير إذا قورن بقدرتنا اليوم.


بقلم : خليفة آل الشيخ

بقلم : خليفة آل الشيخ

يوتيوبر جزائري و مدون عربي ناشئ يهتم بكل ما هو جديد في عالم التكنلوجيا و التقنية و هدفه الأول هو تصحيح الأفكار و الدروس الخاطئة التي تنشر في الويب .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

تغريداتي

جميع الحقوق محفوظة

المعرفة Knowledge

2016