شخصيات من العصر العباسي
ابن يونس المصري
ابن يونس المصري هو أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري، والصدفي نسبة إلى الصدف وهي قبيلة عربية من حمير في اليمن نزلت وسكنت في مصر، ولقد ولد في بمصر حوالي عام 342 هـ/ 950م والمتوفى بها عام 1009م. وهو من مشاهير الفلكيين العرب الذي ظهروا بعد البتاني وأبو الوفا البوزجاني وربما كان أعظم فلكيي عصره. سبق جاليليو في اختراع بندول الساعة بعدة قرون. ولنبوغه أجزل له الفاطميون العطاء، وأسسوا له مرصدا على جبل المقطم قرب الفسطاط، وأمره العزيز بالله الفاطمي بعمل جداول فلكية، فأتمها في عهد الحاكم بأمر الله، ولد العزيز، وسماها الزيج الحاكمي.اشتمل هذا الزيج على 81 فصلا وكانت تعتمد عليه مصر في تقويم الكواكب. وقد ترجمت بعض فصول هذا الزيج إلى اللغات الأجنبية. وابن يونس هو الذي رصد كسوف الشمس وخسوف القمر عام 978م في القاهرة، وأثبت فيها تزايد حركة القمر، وحسب ميل دائرة البروج فجاءت أدق ما عرف قبل إدخال الآلات الفلكية الحديثة. وتقديرا لجهوده الفلكية، تم إطلاق اسمه على إحدى مناطق السطح غير المرئي من القمر.
حياته
ينتمي "ابن يونس" إلى أسرة اشتهرت بالعلم، فقد كان أبوه محدثاً ومؤرخاً كبيراً حيث وضع لأهل مصر كتابا تاريخيا يرجع العلماء إليه، كما كان جده من العلماء المتخصصين في علم النجوم، وحظي ابن يونس بمكانة كبيرة لدى الخلفاء الفاطميين الذين شجعوه على متابعة بحوثه الفلكية والرياضية، وبنوا له مرصداً قرب الفسطاط (القاهرة)، وجهزوه بكل ما يلزم من الآلات والأدوات، يقول عنه سارطون ربما كان أعظم فلكي مسلم.
إسهاماته
ومن أعظم أعماله الفلكية أنه حسب بدقة عظيمة ميل دائرة البروج، وذلك بعد أن رصد كسوف الشمس وخسوف القمر.
ولقد برع ابن يونس في حساب المثلثات، وهو أول من توصل إلى حل بعض معادلات حساب المثلثات التي تستخدم في علم الفلك، وله فيها بحوث قيمة ساعدت في تقدم علم المثلثات، فهو أول من وضع قانوناً في حساب المثلثات الكروية، وكانت له أهمية كبرى عند علماءالفلك، قبل اكتشاف اللوغاريتمات، إذ يمكن بواسطة ذلك القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، فسهل حل كثير من المسائل الطويلة المعقدة.
ويرجع إلى ابن يونس اختراع رقاص الساعة، كما أظهر ابن يونس براعة كبرى في حل كثير من المسائل العويصة في علم الفلك.
ورصد ابن يونس كسوف الشمس والقمر في القاهرة في 978م، فجاء حسابه أقرب ما عرف، إلى أن ظهرت آلات الرصد الحديثة.
فلسفة ابن يونس
لم يكن يؤمن في دراساته العلمية إلا بما أقتنع به عقله، كما لم يأبه بما كان الناس يقولون عنه، وتتلخص فلسفته في ثلاث نقاط هي:
• الأخذ بالمبدأ العلمي القائم على الرصد والقياس، واتحاذ الكون وما فيه معلما، منه يستنبط الحقائق، وإليه ترد.
• تدعيم الإيمان عن طريق تلمس آيات الخالق المنبثة في الكون.
• ممارسة المتع المشروعة. (فيذكر ابن خلكان عن أحد المنجمين أنه طلع معه مرة إلى جبل المقطم، وقد وقف لرصد كوكب الزهرة، فنزع عمامته وثوبه ولبس قميصا أحمرا ومقنعة حمراء تقنع بها، أخرج عودا فضرب به والبخور بين يديه، فكان أمره عجبا من العجاب).
مؤلفاته
كان لابن يونس العديد من المؤلفات، وأهم كتاب له هو "الزيج الكبير الحاكمي" وهو الكتاب الذي بدأ تأليفه، بأمر من الخليفة العزيز الفاطمي سنة 380هـ/990م، وأتمه سنة 1007م في عهد الخليفة الحاكم ولد العزيز، وسماه الزيج الحاكمي، نسبة إلى الخليفة.
وكلمة زيج كلمة فارسية (زيك)، ومعناها بمفهومنا الحديث الجداول الفلكية الرياضية، وكان له كتاب آخر أسمه زيج ابن يونس، والأرقام التي أوردها في كتابيه الزيجين صحيحة حتى الرقم السابع العشري، مما يدل على دقة حسابية لا مثيل لها في الحساب، وعنه نقل الكثير من العلماء الفلكيون، خصوصا بعد ان انتقل زيجه إلى الشرق، وكان المصريون يعولون على تقاويمهم على زيج ابن يونس لفترة طويلة من الزمن.
أبو عبد الله بن زكريا القزويني
أبو عبد الله زكريا بن محمد بن محمود القزوينى، عالم مسلم عربي قزويني المولد حجازي الأصل. يرتفع نسبه إلى الإمام مالك بن أنس عالم المدينة. ولد في عام 605 وتوفى عام 682 هجري.
رحل في شبابه إلى دمشق ثم ذهب إلى العراق واستقر بها وتولى القضاء وكان ذلك في خلافة المستعصم العباسي واستمر في منصبه حتى سقطت بغداد في يد المغول، الف الكثير من الكتب في مجالات الجغرافيا والتاريخ الطبيعي وله نظريات في علم الرصد الجوى، كما شغف بالنبات والحيوان والطبيعة والفلك والجيولوجيا.
مدرسته
كان كثير التأمل في خلق الله، موصياٌ بذلك مسترشدا بالقرآن الذي حثنا على النظر في مصنوعات وبدائع خلقه وليس التحديق والنظر فقط بل التفكير في حكمتها وتصاريفها، ليزداد الإنسان يقيناً، ويقر بإن التأمل أساسهُ خبرة بالعلوم والرياضيات بعد تهذيب الاخلاق والنفس، لتنفتح البصيرة ويري الإنسان العجائب التي لا يستطيع تفسيرها.
مؤلفاته
1 ـ عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات:
يتناول هذا الكتاب وصف السماء وما فيها من كواكب وأبراج وحركاتها وما ينتج عن ذلك من فصول السنة، وتكلم عن الأرض وتضاريسها، والهواء وما فيه من رياح وأنواعها، والماء والبحار، والجزر ،وأحيائها وتكلم عن النبات والحيوان التي تسكن اليابس ورتبهم أبجدياً. و يلاحظ القارئ البراعة في العرض، ودقة الملاحظة، والأستنتاج السليم، والكتاب به أربع مقدمات، ثم قسمه إلى مقالات كل مقالة بها عدة فصول. وخالف القزوينى من تقدمه من علماء العرب في عدم ذكر الأشعار التي تصف النبات أو الحيوان بكثرة فكانت دراساته علمية بحتة وليست أدبية.
2. آثار البلاد وأخبار العباد.
و هو كتاب في التـاريخ به ثلاث مقدمات
الأولى عن الحاجة إلى بناء المدن والقرى.
الثانية عن خواص البلاد وتنقسم إلى تأثير البلاد في السكان وتأثير البلاد في النبات والحيوان.
الثالثة عن أقاليم الأرض. و به أخبار الأمم الماضية وتراجم الأولياء والعلماء والسلاطين والأدباء وغيرهم.
3 ـ *مفید العلوم و مبید الهموم
هو ثالث كتاب للعالم المسلم زكريا بن محمد بن محمود القزوينى فقق، يصف القزوينى هذا الكتاب:{عمري من كان له هذا الكتاب لايضيق صدره أبداً، ويعرف به قواعد الشرع، وقانون الممالك، ونصرة المذهب، ورد الخصم، وتذكرة الآخرة، وقاعدة العدل، وعافية الأمور، ونذير العدو، إلى غير ذلك. وأنفقت فيه شطراً من صالح عمري، وسميته:(مفيد العلوم ومبيد الهموم). ورتبته على اثنين وثلاثين كتاباً.
3. خطط مصر.
4. الإرشاد في أخبار قزوين.
أبو القاسم المجريطي
عاش أبو القاسم مسلمة احمد المجريط المعروف بالمجريطي فيما بين 338-398هـ، (950-1007م) في الفترة التي كانت الامة العربية والإسلامية تتسم باليمن والاقبال على العلم والتعليم، فكان في مقدمة العلماء المنتجين.لقب بالمجريطي لانه ولد في مجريط (مدريد-عاصمة اسبانيا اليوم) بالأندلس، ولكنه انتقل الى قرطبة حيث توفي هناك، كان المجريطي يحب الاسفار حول العالم ليس للنزهة ولكن للبحث عن كبار العلماء في الرياضيات والفلك والكيمياء وعلم الحيوان وعلم النبات، ولكي يتبادل معهم الراي، ويخبرهم بما توصل اليه من بحوث في العلوم الرياضية والفلكية ويتداول معهم نتائجه العلمية.
وعندما استقر المجريطي في قرطبة بنى مدرسة تتلمذ فيها عليه جهابذة علم الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والكيمياء والحيوان، مثل ابي القاسم الغرناطي (توفي سنة 426هـ) وابي بكر الحكم الكرماني (توفي سنة 458هـ). وكانت مدرسة المجريطي في قرطبة عبارة عن معهد علمي يضم العلوم البحتة والتطبيقية (على غرار الجامعات التكنولوجية الحديثة).
عندما درس المجريطي نتاج علماء اليونان في حقل الرياضيات، وجد نفسه ملزما بالتعليق عليها ثم التأليف في هذا المجال، لذا فقد طور في نظريات الاعداد وهندسة اقليدس ومن ثم كتب كتابا في الحساب التجاري، صار متداولا في جميع انحاء المعمورة لأهميته.
في زيارة المجريطي للمشرق العربي والإسلامي درس بكل دقة رسائل اخوان الصفا وخلان الوفاء، التي كتبها رواد الفكر والمعرفة آنذاك، فوجدها حافلة في المعلومات والأفكار العلمية الجيدة، فنقلها الى بلاد الاندلس وعرف بها العلماء هناك، وساعده على ذلك تلميذه النجيب الكرماني.
حقق المجريطي الجداول الفلكية لمحمد بن موسى الخوارزمي، وحرر زيج الخوارزمي وغير تاريخه الفارسي الى التاريخ الهجري، كما اختصر المجريطي جداول البتاني الفلكية ونقلها الى الاندلس، حيث بقيت من اهم مصادر المعرفة هناك.
بذل المجريطي جهدا عظيما في مجال علم الكيمياء، فالف فيها كتابين هما (رتبة الحكيم وغاية الحكيم) اللذين بقيا من اهم المراجع في هذا الميدان. كما ابرز المجريطي فيهما تجاربه الكيمياوية التي اسمت بالدقة، فعلى سبيل المثال نورد تجربته المشهورة: وضع ربع رطل من الزئبق في زجاجة داخل اناء محكمة، وتركه على النار لمدة أربعين يوما، حتى تحول الزئبق الى مسحوق احمر (أكسيد الزئبق) ثم وزن الناتج، مما يؤكد ان المجريطي كان يتوقع تغيرا بالوزن، لذا كان لديه علم كاف بالتفاعلات الكيمياوية، فله الفضل في وضع أسس الاتحاد الكيمياوي الذي ادعاه كذبا وبهتانا كل من بريستلى ولافوزايه اللذين اتيا بعد المجريطي بعدة قرون.
وله باع طويل في مجال علم الحيوان، فقد درس بكل اتقان تكوين الحيوانات التامة الخلقة. واهتم المجريطي اهتماما بالغا بتأثير البيئة على الكائنات الحية، وأوضح بالبراهين العلمية ان بين الحيوانات رئيسا ومرؤوسا، وبقيت نظرياته في ميدان علم الحيوان تدرس في جامعات العالم عبر التاريخ.
وخلاصة القول: يجب ان يعرف القارئ ان مؤرخي العلوم يعتبرون ان أبا القاسم المجريطي من المع علماء الاندلس، لانه هو اول من بدا النهضة الرياضية والفلكية في المغرب العربي والإسلامي.
ادخل المجريطي بعض التعديلات الجوهرية على الخريطة الفلكية لبطليموس اليوناني، ونجح في تطوير علمي الفلك والكيمياء نجاحا باهرا، مما دفع علماء الغرب الى ترجمة معظم نتاجه الفكري.
قضى المجريطي حياته في البحث والتدريس، فتخرج على يديه علماء اكفاء صار لهم شان في تطوير العلوم البحتة والتطبيقية، وكانت مدرسته عبارة عن مركز للبحوث، اذ اصبح معظم طلابه من العلماء البارزين في العلوم.
ويعتبر المجريطي بحق من كبار علماء العرب والمسلمين بالأندلس الذين اسهموا في مجد الامة العربية والإسلامية، لقد نذر نفسه للعلوم ولرفعة الإسلام، فكان يقضي الأيام والليالي والسنين الطويلة للبحث والترجمة والتأليف حتى يصل الى ما يصبو اليه، انه من العلماء الذين لا يقنعون بالقليل بل كان من هؤلاء الذين يبحثون في كل فروع المعرفة، ولم يقصر نفسه على علم معين.
الخوارزمي
أبو عبد الله محمد بن موسى (أبو جعفر) (حوالي 781- حوالي 845 )، كان من اوائل علماء الرياضيات المسلمين حيث ساهمت اعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره.نشأته
انتقلت عائلته من مدينة خوارزم في خراسان إلى بغداد في العراق، انجز الخوارزمي معظم ابحاثه بين عامي 813 و 833 في دار الحكمة، التي أسسها الخليفة المأمون. و نشر اعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر. ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي المجوسي القطربلّي ، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد. اللقب مجوسي يتناقض مع بدء الخوارزمي لكتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة. وتجمع الموسوعات العلمية -كالموسوعة البريطانية وموسوعة مايكروسوفت إنكارتا وموسوعة جامعة كولومبيا وغيرها- على أنه عربي، في حين تشير مراجع أخرى إلى كونه فارسي الأصل.
الخوارزمي كعالم الرياضيات
ابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات و علم الحاسوب، (مما اعطاه لقب ابي علم الحاسوب عند البعض)، حتى ان كلمة خوارزمية في العديد من اللغات (و منها algorithm بالانكليزية) اشتقت من اسمه، بالاضافة لذلك، قام الخوارزمي باعمال هامة في حقول الجبر و المثلثات والفلك و الجغرافية و رسم الخرائط. ادت اعماله المنهجية و المنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية الى نشوء علم الجبر، حتى ان العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر و المقابلة، الذي نشره عام 830، و انتقلت هذه الكلمة الى العديد من اللغات (Algebra في الانكليزية).
أعمال الخوارزمي
اعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات كانت نتيجة لابحاثه الخاصة، الا انه قد انجز الكثير في تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الاغريق و في الهند، فاعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق. بفضل الخوارزمي، يستخدم العالم الاعداد العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا عن الاعداد، كما انه قذ ادخل مفهوم العدد صفر، الذي بدأت فكرته في الهند.
صحح الخوارزمي ابحاث العالم الاغريقي بطليموس Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على ابحاثه الخاصة. كما انه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لانجاز اول خريطة للعالم المعروف آنذاك.و من أشهر كتبه في الجغرافيا كتاب (صورة الأرض). عندما اصبحت ابحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها الى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرف كتابه الخاص بالجبر اوروبة بهذا العلم و اصبح الكتاب الذي يدرس في الجامعات الاوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر، كتب الخوارزمي ايضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.
تعتبر انجازات الخوارزمي في الرياضيات عظيمة، و لعبت دورا كبيرا في تقدم الرياضيات و العلوم التي تعتمد عليها.
ابن الهيثم
ابن الهيثم.. من الميلاد إلى الوفاةهو أبو علي الحسن بن الهيثم، من أصل عربي، لُقِّبَ ببطليموس الثاني، وهو عالم موسوعي من أعظم علماء الرياضيات والفيزياء، وأتقن الطب وصنف فيه لكنه لم يمارسه، ويُعد .
مؤسس علم البصريات.
حياته:
وُلِد في البصرة عام 354هـ / 965م وعاش فيها حياته الأولى، وكان في طفولته عازفًا عن اللهو مع أقرانه، مقبلاً على القراءة والاطلاع، وعندما شبَّ اشتغل كموظف في الديوان الحكومي، إلا أنه عكف على مواصلة البحث والدراسة، فسافر في طلب العلم، فذهب إلى بغداد والشام ومصر، وتنقّل بين أرجاء الدولة الإسلامية..
وقد درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصَّص في طب الكحالة (طب العيون)، وكان أهل بغداد يقصدونه للسؤال في عدة علوم، برغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر. وعندما سمع الحاكم بأمر الله الفاطمي مقولته: "لو كنت بمصر لعملت فِي نيلها عملاً يحصل بِهِ النفع فِي كل حالة من حالاته من زيادة ونقص.." استدعاه إلى بلاطه وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع، ولكن ابن الهيثم لما ذهب إلى مصر وبعد أن حدد مكان إقامة المشروع (وهو عند مدينة أسوان)، أدرك صعوبة أو استحالة إقامة المشروع بإمكانات عصره، فاعتذر للحاكم بأمر الله!
بعد ذلك اتخذ من غرفة بجوار الجامع الأزهر سكنًا، ومن مهنة نسخ بعض الكتب العالمية موردًا لرزقه، هذا بخلاف التأليف والترجمة؛ حيث كان متمكنًا من عدة لغات، ولكنه لم يكن في سعة من العيش، فقد كان يرتزق من نسخ كتابين أو ثلاثة كتب رياضية، منها: كتاب الأصول لإقليدس في الهندسة، وكتاب المجسطي لبطليموس في الفلك، فكان ينسخها كل عام فيأتيه من أقاصي البلاد من يشتريها منه بثمن معلوم، لا مساومة فيه ولا معاودة، فيبيعها ويجعلها مئونة حياته طول سنته.
كان دائمًا يقول: "وإني ما مُدَّت لي الحياة، باذل جهدي، ومستفرغ قوتي في مثل ذلك (يقصد الدراسة وتحصيل العلوم)، متوخيًا منه أمورًا ثلاثة: أحدها إفادة من يطلب الحق ويؤثره، في حياتي وبعد مماتي، والآخر أني جعلت ذلك ارتياضًا لي بهذه الأمور في إثبات ما يتصوره ويتقنه فكري من تلك العلوم، والثالث أني صّيرته ذخيرة وعدة لزمان الشيخوخة وأوان الهرم".
وبعد رحلة علمية حافلة بالإنجازات، وساعدت على قيام النهضة الأوربية الحديثة، وبعد تأثير دام أثره إلى اليوم، وفي القاهرة، وفي سنة 430 هـ/1039م.. رحل ابن الهيثم عن دنيا الناس والطبيعة، وترك أعماله القيمة تنبئ عنه، وتستمد منها الحضارة الإنسانية النور والمعرفة.
ابن الهيثم.. والمنهج العلمي الحديث
يقول كاجوري في كتابه (تاريخ الفيزياء): "إنَّ علماء العرب والمسلمين هم أول من بدأ ودافع بكل جدارة عن المنهج التجريبي، فهذا المنهج يُعَدُّ مفخرةً من مفاخرهم، فهم أول من أدرك فائدته وأهميته للعلوم الطبيعية..".
وإذا جئنا إلى ابن الهيثم على وجه الخصوص نراه قد اعتمد في بحوثه على منهجين هما: منهج الاستقراء، ومنهج الاستنباط، وفي الحالين كان يعتمد على التجربة والملاحظة، وكان همه من وراء البحث هو الوصول إلى الحقيقة التي تثلج صدره، وقد حدد الرجل هدفه من بحوثه، وهو - كما أشرنا سابقًا - إفادة من يطلب الحق ويؤثره في حياته وبعد مماته. كان ابن الهيثم يرى أن تضارب الآراء هو الطريق الوحيد لظهور الحقيقة، وقد جعل من التجربة العملية منهاجًا ثابتًا في إثبات صحة أو خطأ النتائج العقلية أو الفرضيات العلمية، وبعد ذلك يحاول التعبير عن النتيجة الصحيحة بصياغة رياضية دقيقة.
ويتضح منهج ابن الهيثم في البحث إجمالاً من مقدمة كتابه (المناظر)؛ فقد بين فيه بإيجاز الطريقة التي هداه تفكيره إلى أنها الطريقة المثلى في البحث، والتي اتبعها في بحوثه، يقول ابن الهيثم: ".. ونبتدئ في البحث باستقراء الموجودات، وتصفح أحوال المبصرات وتمييز خواص الجزئيات، ونلتقط باستقراء ما يخص البصر في حال الإبصار، وما هو مطرد لا يتغير وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس، ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدمات والتحفظ في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما نستقريه ونتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوى, ونتحرى في سائر ما نميزه وننتقده طلب الحق لا الميل مع الآراء".
فقد أخذ ابن الهيثم في بحوثه بالاستقراء والقياس، وعُنِي في البعض منها بالتمثيل، وهي عناصر البحوث العلمية العصرية، وابن الهيثم في هذا كله لم يسبق فرنسيس بيكون إلى طريقته الاستقرائية فحسب، بل سما عليه سموًا كبيرًا، وكان أوسع منه أفقًا وأعمق تفكيرًا، وإن لم يُعْنَى كما عُنِيَ بيكون بالتفلسف النظري، فهذا المنهج يتسم بالحيوية والتكامل؛ إذ يجد فيه رجل العلم ما يرتاح له من أساليب وطرق تسهل له عمله، ويجد فيه الفيلسوف صاحب النظر المجرد ما يثلج صدره ويقيه جمحات عقله. يقول أحمد أمين: "وأهم ما امتاز به (ابن الهيثم) معرفة نظريات الرياضة، ومن أهم مميزاته تطبيق علمه على العمل".
وخلاصة القول أنَّ ما أتى به ابن الهيثم قبل أكثر من ألف عام، شيء كثير يستحق التقدير والاحترام؛ فهو بحق أكبر فيزيائي مسلم، وكتابه في البصريات تضمن أول وصف صحيح للعين، بأخلاطها المائية، وجسمها البللوري، وقرنيتها، وشبكيتها، وغرفتها المظلمة.
كما يتضح لنا أن ابن الهيثم جعل علم الضوء يتخذ صبغة جديدة، وينشأ نشأة أخرى غير نشأته الأولى، حتى أصبح أثره في علم الضوء يشبه تأثير نيوتن العام في علم الميكانيكا، فكانت المعلومات في علم الضوء قبل ابن الهيثم متفرقة لا يربطها رابط، فأعاد البحث فيها من جديد، واتجه في بحثه وجهة لم يسبقه إليها أحد من قبله، فأصلح الأخطاء وأتم النقص، وابتكر المستحدث من البحوث، وأضاف الجديد من الكشوف، واستطاع أن يؤلِّف من ذلك كله وحدة مترابطة الأجزاء، وأقام الأساس الذي انبنى عليه صرح علم الضوء.
وفوق ذلك فقد كان ابن الهيثم يتحلَّى بروح علمية سامقة؛ إذ قرر أن الحقائق العلمية غير ثابتة، وأنها ليست غايات ينتهي إليها العلم، بل كثيرًا ما يعتريها التبديل والتغيير، وهو يؤمل ويرجو رجاء العالم المتواضع الوصول إلى الحقيقة فيقول: ".. ولعلنا ننتهي بهذا الطريق إلى الحق الذي يثلج الصدر ونصل بالتدريج والتلطف إلى الغاية التي عندها اليقين، ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التي يزول معها الخلاف وتنحسم بها مواد الشبهات".
وهكذا يتضح أن منهج ابن الهيثم في العلم يلتقي مع المنهج العلمي الحديث وأربى عليه باعتبار سبقه الزمني.. تقول زيغريد هونكه: "والواقع أن روجر باكون، أو باكوفون فارولام، أو ليوناردو دافنشي، أو جاليليو، ليسوا هم الذين أسسوا البحث العلمي؛ إنما السابقون في هذا المضمار كانوا من العرب، والذي حققه ابن الهيثم لم يكن إلا علم الطبيعة الحديث، بفضل التأمل النظري والتجربة الدقيقة".
ابن الهيثم.. مؤلَّفات رائدة
كان ابن الهيثم غزير التأليف متدفق الإنتاج في شتي أنواع المعرفة، فطرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك والبصريات والرياضيات، مستحدثًا أنماطًا جديدة من الفكر العلمي الأصيل، وقد بلغ عدد مؤلَّفاته ما يربو على مائتي مؤلف (237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة).
ففي البصريات ألَّف ابن الهيثم ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعًا ما بين كتاب ورسالة ومقالة، غير أن أكثر هذه الكتب قد فُقِدَ فيما فُقِدَ من تراثنا العلمي، وما بقي منها فقد ضمته مكتبات إستانبول ولندن وغيرهما، وقد سلم من الضياع كتابه العظيم "المناظر" الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء، وظل المرجع الرئيسي لهذا العلم حتى القرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية.
ومن يطَّلع على كتاب (المناظر) والموضوعات التي تتعلق بالضوء وما إليه، يخرج بأن ابن الهيثم قد طبع علم الضوء بطابع جديد لم يسبق إليه، وقد ألف هذا الكتاب عام 411هـ/ 1021م، وفيه استثمر عبقريته الرياضية، وخبرته الطبية، وتجاربه العلمية، فتوصل فيه إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، وصار بها أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال.
ولا يعرف العالم من مؤلَّفات ابن الهيثم حاليًا سوى خمسين كتابًا لم يَبْقَ منها في القاهرة سوى ثلاثة فقط؛ حيث تسرب العديد من كتبه الأخرى إلى أوروبا أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وأثناء الحروب الصليبية.
وإلى جانب البصريات كان لابن الهيثم إسهاماته في الهندسة، وله فيها ثمانية وخمسون مؤلَّفًا، تضم آراءه وبراهينه المبتكرة لمسائل تواترت عن إقليدس وأرشميدس بدون برهان، أو في حاجة إلى شرح وإثبات، ويوجد في مكتبات العالم في القاهرة ولندن وباريس وإستانبول أكثر من واحد وعشرين مخطوطًا لابن الهيثم في هذا التخصص، وفي الحساب والجبر والمقابلة ألَّف ما لا يقل عن عشرة كتب، لا يوجد منها سوى مخطوطات قليلة في مكتبة عاطف بتركيا منها: حساب المعاملات، واستخراج مسألة عددية. وفي الفلك أبدع ابن الهيثم وأسهم فيه بفاعلية حتى أُطْلِقَ عليه "بطليموس الثاني"، ولم يصلنا من تراث ابن الهيثم في الفلكيات إلا نحو سبع عشرة مقالة من أربعة وعشرين تأليفًا، تحدث فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك.
كما أنَّ له في الطب كتابين: أحدهما في "تقويم الصناعة الطبية" ضمّنه خلاصة ثلاثين كتابًا قرأها لجالينوس، والآخر "مقالة في الرد على أبي الفرج عبد الله بن الطيب" لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس، وله أيضًا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار.
على أن الذي عُنِيَ ببحوث ابن الهيثم في البصريات ودرسها دراسة وافية هو كمال الدين الفارسي، وكان قد ألَّف في ذلك كتابه المعروف "تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر"، وعن طريق هذا الكتاب عرفت أوروبا الكثير عن ابن الهيثم وأعماله وجهوده في علم الضوء بعد أن لم تكن قد ذاعت بعدُ؛ حيث نشر هذا الكتاب مترجمًا في مدينة بال بسويسرا سنة (980هـ/ 1572)، وإن كان قد سبق نشره قبل اختراع الطباعة من قبل "جيرار دي كريمونا" أشهر المترجمين في إسبانيا، الذي اهتم بإنشاء أضخم مجموعة فلكية سنة (676هـ/ 1277م) عن العلماء العرب، وهذه الكتب استفادت منها إسبانيا والبرتغال في رحلاتهما البحرية في المحيط الأطلنطي بفضل الأزياج الفلكية (الجداول الفلكية) والمعلومات الرياضية التي خلفها العلماء العرب.
وعن طريق هذه الترجمات لأعمال ابن الهيثم تأثر روجر بيكون وجون بيكام وفيتيلو في بحوثهم، فكتاب جون بيكام الموسوم بالمنظور ليس إلا اقتباسًا ناقصًا من كتاب ابن الهيثم في البصريات، وأما كتاب فيتيلو الذي ألفه سنة (669هـ/ 1270م) فمأخوذ في قسم كبير منه عن ابن الهيثم، ولا يتجاوز النتائج التي وصل إليها.
وكان كتاب "المناظر" معينًا للعديد من العلماء الحقيقيين وغيرهم؛ فقبل أكثر من خمسة قرون ترجم الإيطالي جيرار دي كيرمونا هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية، ومازالت مكتبة الفاتيكان تحتفظ بنسخة من تلك الترجمة حتى الآن، وتلقف علماء الغرب كتاب "المناظر" ليستفيدوا منه في علوم الضوء والرياضيات، ولينسب البعض إلى أنفسهم بعض الآراء التي جاءت فيه.
ومن بين من نسب لنفسه بعض ما جاء في الكتاب في القرن السابع عشر الميلادي الألماني "كبلر"، كما أن عالم البصريات فيتيلو البولوني في كتابه "الذخيرة" نسب لنفسه الكثير مما قاله ابن الهيثم؛ مما حدا بالعالم دي لابورتا أن يقول: "لقد أخطأ فيتيلو فيما نقله عن الهازن (ابن الهيثم كما يطلق عليه الأوروبيون) وكان كالقرد المقلد، ولبث هذا الكتاب المنقول عن العربية مرجعًا لأهل أوروبا في علم الضوء خلال القرون الوسطى".
ابن الهيثم.. وآراء المنصفين من الغربيين كان لجهود ابن الهيثم خاصة في البصريات بالغ الأثر في تقدم ورُقِي علم الضوء، وهو الأمر الذي جعله يحوز على إعجاب المنصفين من الغربيين، حتى وصفه جورج سارتون - من كبار مؤرخي العلم - بقوله: "هو أعظم عالم فيزيائي مسلم، وأحد كبار العلماء الذين بحثوا في البصريات في جميع العصور". ووصفه أرنولد في كتاب ( تراث الإسلام) بقوله: "إن علم البصريات وصل إلى الأوج بظهور ابن الهيثم". وقد سحرت بحوث ابن الهيثم في الضوء ماكس مايرهوف وأثارت إعجابه إلى درجة جعلته يقول: "إن عظمة الابتكار الإسلامي تتجلى لنا في البصريات".
ابو الريحان البيروني.
أبوالريحان محمد بن أحمد بيروني ولد في ضاحية كاث عاصمة خوارزم(بلاد فارس)في شهر سبتمبر حوالي سنة (326هـ،973م رحل إلى جرجان في سن ال25 حوالي 388هـ 962 م حيث التحق ببلاط السلطان أبو الحسن قابوس بن وشمجير شمس المعالي و نشر هناك اولى كتبه و هو الاثار الباقية عن القرون الخالية و حين عاد إلى موطنه الحق بحاشية الامير ابي العباس مأمون بن مأمون خوارزمشاه الذي عهد اليه ببعض المهام السياسية نظرا لطلاقة لسانه و عند سقوط الامارة بيد محمود بن سبكتكين حاكم عزنةعام407هـ الحقه مع طائفة من العلماء إلى بلاطه و نشر ثاني مؤلفته الكبرى تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة كما كتب مؤلفين اخرين كبيرين هما القانون المسعودي التفهيم لاوائل صناعة التنجيم توفي سنة 440هـ،1048م) و اطلق عليه المستشرقون تسمية بطليموس العرب
علوم البيروني
كان عالم رياضيات و فيزياء وكان له إهتمامات في مجال الصيدلة والكتابة الموسوعية و الفلك والتاريخ. سميت فوهة بركانية على سطح القمر بإسمه إلى جانب 300 إسما لامعا تم إختياره لتسمية الفوهات البركانية على القمر ومنهم الخوارزمي و أرسطو وابن سينا [1]. ولد في خوارزم التابعة حاليا لأوزبكستان والتي كانت في عهده تابعة لسلالة السامانيين في بلاد فارس درس الرياضيات على يد العالم منصور بن عراق (970 - 1036) وعاصر ابن سينا (980 - 1037) و ابن مسكوويه (932 - 1030) الفيلسوفين من مدينة الري الواقعة في محافظة طهران . تعلم اللغة اليونانية و السنسكريتية خلال رحلاته و كتب باللغة العربية و الفارسية. البيروني بلغة خوارزم تعني الغريب أو الآتي من خارج البلدة، كتب البيروني العديد من المؤلفات في مسائل علمية وتاريخية وفلكية وله مساهمات في حساب المثلثات والدائرة و خطوط الطول والعرض، ودوران الأرض و الفرق بين سرعة الضوء وسرعة الصوت،هذا بالإضافة إلى ما كتبه في تاريخ الهند [2] .إشتهر ايضا بكتاباته عن الصيدلة و الأدوية كتب في أواخر حياته كتاباً أسماه "الصيدلة في الطب" وكان الكتاب عن ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها.
أهم كتبه
تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة تحقيق دكتور ادوارد سخاو من جامعة برلين .
الاستيعاب في تسطيح الكرة
التعليل باجالة الوهم في معاني النظم
التفهيم لاوائل صناعة التنجيم على طيق المدخل وهو علم يبحث عن التدرج من أعم الموضوعات إلى اخصها ليحصل بذلك موضوع العلوم المندرجة تحت ذلك الأعم ولما كان أعم العلوم موضوعا العلم الإلهي جعل تقسيم العلوم من فروعه ويمكن التدرج فيه من الاخص إلى الأعم على عكس ما ذكر لكن الأول أسهل وايسر وموضوع هذا العلم وغايته ظاهر
تجريد الشعاعات والانوار
الجماهر في معرفة الجواهر
التنبيه في صناعة التمويه
الآثار الباقية عن القرون الخالية في النجوم والتاريخ مجلد وهو كتاب مفيد الفه لشمس المعالي قابوس وبين فيه التواريخ التي يستعملها الأمم والاختلاف في الأصول التي هي مباديها وبيرون بالباء والنون بلد بالسند كما في عيون الانباء وقال السيوطي هو بالفارسية البراني سمي به لكونه قليل المقام بخوارزم واهلها يسمون الغريب بهذا الاسم وهذا الكتاب تحقيق سخاو ايضا .
الإرشاد في احكام النجوم
الاستشهاد باختلاف الارصاد وقال ان أهل الرصد عجزوا عن ضبط أجزاء الدائرة العظمى بأجزاء الدائرة الصغرى فوضع ها التأليف لاثبات هذا المدعي
الشموس الشافية
العجائب الطبيعية والغرائب الصناعية تكلم فيه على العزائم والنيرنجيات والطلسمات بمايغرس به اليقين في قلوب العارفين ويزيل الشبه عن المرتابين
القانون المسعودي في الهيئة والنجوم الفه لمسعود بن محمود بن سبكتكين (محمود الغزنوي) في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة حذا فيه بطلميوس في المجسطى وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن
كتاب الأحجار لأرسطو صنفه واستخرج بنظره والارشاد الالهى خواصها ومنافعها وذكر فيه خاصيةستمائة ونيف حجر ولأبي الريحان محمد بن احمد البيرونى المتوفى سنة
مختار الاشعار والآثار
كتاب استخراج الاوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها تحقيق دكتور احمد سعيد الدمرداش .
يعقوب بن إسحاق الكندي
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (185 هـ/805 - 256 هـ/873) علاّمة عربي مسلم، برع في الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس والمنطق الذي كان يعرف بعلم الكلام، والمعروف عند الغرب باسم (باللاتينية: Alkindus)، ويعد الكندي أول الفلاسفة المتجولين المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة والهلنستية.[1]أوكل إليه المأمون مهمة الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية اليونانية إلى العربية في بيت الحكمة، وقد عدّه ابن أبي أصيبعة مع حنين بن إسحق وثابت بن قرة وابن الفرخان الطبري حذّاق الترجمة المسلمين.[2] كان لاطلاعه على ما كان يسميه علماء المسلمين آنذاك "بالعلوم القديمة" أعظم الأثر في فكره، حيث مكّنه من كتابة أطروحات أصلية في الأخلاقيات وما وراء الطبيعة والرياضيات والصيدلة.[3][4]
في الرياضيات، لعب الكندي دورًا هامًا في إدخال الأرقام الهندية إلى العالم الإسلامي والمسيحي،[5] كما كان رائدًا في تحليل الشفرات، واستنباط أساليب جديدة لاختراق الشفرات.[6] باستخدام خبرته الرياضية والطبية، وضع مقياس يسمح للأطباء قياس فاعلية الدواء،[7] كما أجرى تجارب حول العلاج بالموسيقى.[8]
كان الشاغل الذي شغل الكندي في أعماله الفلسفية، هو إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأخرى، وخاصة العلوم الدينية. تناول الكندي في الكثير من أعماله مسائل فلسفية دينية مثل طبيعة الله والروح والوحي.[9] لكن على الرغم من الدور المهم الذي قام به في جعل الفلسفة في متناول المثقفين المسلمين آنذاك، إلا أن أعماله لم تعد ذات أهمية بعد ظهور علماء مثل الفارابي بعده بعدة قرون، ولم يبق سوى عدد قليل جدًا من أعماله للعلماء المعاصرين لدراستها. مع ذلك، لا يزال الكندي يعد من أعظم الفلاسفة ذوي الأصل العربي، لما لعبه من دور في زمانه، لهذا يلقب بـ "أبو الفلسفة العربية" أو "فيلسوف العرب".[10]
حياته
الكندي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصّبّاح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي،[11] ولد في الكوفة في بيت من بيوت شيوخ قبيلة كندة. كان والده واليًا على الكوفة، حيث تلقى علومه الأولية، ثم انتقل إلى بغداد، حيث حظي بعناية الخليفتين المأمون والمعتصم، حيث جعله المأمون مشرفًا على بيت الحكمة - الذي كان قد أنشئ حديثًا لترجمة النصوص العلمية والفلسفية اليونانية القديمة - في بغداد. عرف الكندي أيضًا بجمال خطه، حتى أن المتوكل جعله خطاطه الخاص.[10]
عندما خلف المعتصم أخيه المأمون، عينه المعتصم مربيًا لأبنائه. ولكن مع تولي الواثق والمتوكل، أفل نجم الكندي في بيت الحكمة. هناك عدة نظريات لتفسير سبب حدوث ذلك، فقد رجح البعض أن ذلك بسبب التنافس في بيت الحكمة، والبعض قال أن السبب تشدد المتوكل في الدين، حتى أن الكندي تعرّضللضرب، وصودرت مؤلفاته لفترة. فقد قال هنري كوربين - الباحث في الدراسات الإسلامية - أن الكندي توفي في بغداد وحيدًا عام 259 هـ/873 م في عهد الخليفة المعتمد.[10]
بعد وفاته، اندثر الكثير من أعمال الكندي الفلسفية، وفقد الكثير منها. يشير فيليكس كلاين فرانكه إلى وجود عدد أسباب لذلك، فبصرف النظر عن تشدد المتوكل الديني، فقد دمّر المغول عددًا لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم بغداد. إضافة إلى سبب أكثر احتمالاً وهو أن كتاباته لم يتعد تلقى قبولاً بين أشهر الفلاسفة اللاحقين كالفارابي وابن سينا.[12]
إسهاماته العلمية
كان الكندي عالمًا بجوانب مختلفة من الفكر، وعلى الرغم أن أعماله عارضتها أعمال الفارابي وابن سينا، إلا أنه يعد أحد أعظم فلاسفة المسلمين في عصره. وقد قال عنه المؤرخ ابن النديم في الفهرست :
“ فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها، ويسمى فيلسوف العرب.[13] ضمت كتبه مختلف العلوم كالمنطق والفلسفة والهندسة والحساب والفلك وغيرها، فهو متصل بالفلاسفة الطبيعيين لشهرته في مجال العلوم.[14]
”
كما اعتبره باحث عصر النهضة الإيطالي جيرولامو كاردانو واحدًا من أعظم العقول الاثنى عشر في العصور الوسطى.[15]
علم الفلك
اتبع الكندي نظرية بطليموس حول النظام الشمسي، والتي تقول بأن الأرض هي المركز لسلسلة من المجالات متحدة المركز، التي تدور فيها الكواكب المعروفة حينها - القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري والنجوم -، وقال عنها أنها كيانات عقلانية تدور في حركة دائرية، ويقتصر دورها على طاعة الله وعبادته. وقد ساق الكندي إثباتات تجاربية حول تلك الفرضية، قائلاً بأنه اختلاف الفصول ينتج عن اختلاف وضعيات الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس؛ وأن أحوال الناس تختلف وفقًا لترتيب الأجرام السماوية فوق بلدانهم.[16] إلا أن كلامه هذا كان غامضًا فيما يتعلق بتأثير الأجرام السماوية على العالم المادي.
افترض في إحدى نظرياته المبنية على أعمال أرسطو، الذي تصور أن حركة هذه الأجرام تسبب الاحتكاك في منطقة جنوب القمر، فتحرك العناصر الأساسية التراب والهواء والنار والماء، والتي تتجمع لتكوين كل ما في العالم المادي. ومن وجهة نظر بديلة، وجدت في أطروحته "عن الأشعة"، هو أن الكواكب تتحرك في خطوط مستقيمة. وفي كلا الفرضيتان، قدم الكندي وجهتي نظر تختلفان اختلافًا جوهريًا عن طبيعة التفاعلات المادية، وهما التفاعل عن طريق الاتصال، والتفاعل عن بعد. تكررت تلك الفرضيتان في كتاباته في علم البصريات.[17]
شملت أعمال الكندي الفلكية البارزة[18]، كتاب "الحكم على النجوم" وهو من أربعين فصلاً في صورة أسئلة وأجوبة، وأطروحات حول "أشعة النجوم" و"تغيرات الطقس" و"الكسوف" و"روحانيات الكواكب".
الطب والكيمياء
للكندي أكثر من ثلاثين أطروحة في الطب، والتي تأثرت فيها بأفكار جالينوس.[19] أهم أعماله في هذا المجال هو كتاب رسالة في قدر منفعة صناعة الطب، والذي أوضح فيه كيفية استخدام الرياضيات في الطب، ولا سيما في مجال الصيدلة. على سبيل المثال، وضع الكندي مقياس رياضي لتحديد فعالية الدواء، إضافة إلى نظام يعتمد على أطوار القمر، يسمح للطبيب بتحديد الأيام الحرجة لمرض المريض.[7]
وفي الكيمياء، عارض الكندي أفكار الخيمياء، القائلة بإمكانية استخراج المعادن الكريمة أو الثمينة كالذهب من المعادن الخسيسة،[20] في رسالة سماها "كتاب في إبطال دعوى من يدعي صنعة الذهب والفضة".[21] كما أسس الكندي وجابر بن حيان صناعة العطور، وأجرى أبحاثًا واسعة وتجارب في الجمع بين روائح النباتات عن طريق تحويلها إلى زيوت.[22]
البصريات
اعتقد أرسطو لكي يرى الإنسان، يجب أن يكون هناك وسط شفاف بين العين والجسم، يملؤه الضوء، إذا تحقق ذلك، تنتقل صورة الشئ للعين. من ناحية أخرى، اعتقد إقليدس أن الرؤية تحدث نتيجة خروج أشعة في خطوط مستقيمة من العين على كائن ما وتنعكس ثانية إلى العين. لكي يحدد الكندي أي من النظريتين أرجح، جرب الطريقتين. فعلى سبيل المثال، لم تكن نظرية أرسطو قادرة على تفسير تأثير زاوية الرؤية على رؤية الأشياء، فلو نظرنا للدائرة من الجانب، فستبدو كخط. ووفقًا لأرسطو، كان يجب أن تبدو كدائرة كاملة للعين. من ناحية أخرى، كانت نظرية تحتوي على بعد حجمي، فكانت قادرة على تفسير تلك المسألة، فضلاً عن تفسيرها لطول الظلال والانعكاسات في المرايا، لأنه اعتمد على أن الأشعة لا تنتقل إلا في خطوط مستقيمة. لهذا السبب، رجح الكندي نظرية إقليدس،[23] وتوصل إلى "أن كل شيء في العالم... تنبعث منه أشعة في كل إتجاه، وهي التى تملأ العالم كله".[24] اعتمد ابن الهيثم وروجر بيكون وويتلو وغيرهم.[25]
ألف الكندي أعمالاً في عدد من الموضوعات الرياضية الهامة، بما فيها الهندسة والحساب والأرقام الهندية وتوافق الأرقام والخطوط وضرب الأعداد والأعداد النسبية وحساب الوقت.[5] كما كتب أربعة مجلدات، بعنوان "كتاب في استعمال الأعداد الهندية"، الذي ساهم بشكل كبير في نشر النظام الهندي للترقيم في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. في الهندسة، كتب الكندي عن نظرية التوازي، وفي أحد أعماله الرياضياتية حاول إثبات بفكر الفيلسوف دحض فكرة خلود العالم، بإثبات أن اللا نهاية فكرة سخيفة رياضياتيًا ومنطقيًا.[26]
أبو بكر الرازي
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي عالم وطبيب فارسي (ح. 250 هـ/864 م - 5 شعبان 311هـ/19 نوفمبر 923 م)، ولد في مدينة الري. وهو أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق كما وصفته زجريد هونكه في كتابها شمس الله تسطع على الغرب حيث ألف كتاب الحاوي في الطب كان يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925م وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام بعد ذلك التاريخ [1]درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب.
في الري اشتهر الرازي وجاب البلاد وعمل رئيسا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر، ومن أعظم كتبه "تاريخ الطب" وكتاب "المنصور" في الطب وكتاب "الأدوية المفردة" الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم. هو أول من ابتكر خيوط الجراحة، وصنع المراهم، وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علمالعقاقير. وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم.
حياته ونشأته
هناك آراء مختلفة ومتضاربة عن حياة العالم أبي بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، ذلك الطبيب الفيلسوف الذي تمتاز مؤلفاته وبعضها باللغة العربية، بأصالة البحث وسلامة التفكير. وكان مولده في مدينة الري، بالقرب من مدينة طهران الحديثة. وعلى الأرجح أنه ولد في سنة 251 هـ / 865 م. وكان من رأي الرازي أن يتعلم الطلاب صناعة الطب في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان، حيث يكثر المرضى ويزاول المهرة من الأطباء مهنتهم. ولذلك أمضى ريعان شبابه في مدينة السلام، فدرس الطب في بغداد. وقد أخطأ المؤرخون في ظنهم أن الرازي تعلم الطب بعد أن كبر في السن. وتوصلت إلى معرفة هذه الحقيقة من نص في مخطوطمكتبة بودلي بأكسفورد، وعنوانه " تجارب ”مما كتبه محمد بن ببغداد في حداثته“، ونشر هذا النص مرفقا بمقتطفات في نفس الموضوع، اقتبستها من كتب الرازي التي ألفها بعد أن كملت خبرته، وفيها يشهد أسلوبه بالاعتداد برأيه الخاص.
بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة مستشفى الري. وقد ألّف الرازي لهذا الحاكم كتابه "المنصوري في الطب" ثم "الطب الروحاني" وكلاهما متمم للآخر، فيختص الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. واشتهر الرازي في مدينة الري، ثم انتقل منها ثانية إلى بغداد ليتولى رئاسة المعتضدي الجديد، الذي أنشأها الخليفة المعتضد بالله (279- 289 م /892- 902 م). وعلى ذلك فقد أخطأ ابن أبي أصيبعة في قوله أن الرازي كان ساعوراً مستشفى العضدي الذي أنشأه عضد الدولة (توفى في 372 هـ/973 م)، ثم صحح ابن أبي أصيبعة خطأه بقوله "والذي صح عندي أن الرازي كان أقدم زمانا من عضد الدولة ولم يذكر ابن أبي أصيبعة البيمارستان المعتضدي إطلاقاً في مقاله المطول في الرازي. شغل مناصب مرموقة في الري وسافر ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته بمدينة الري، وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه، ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه إما في سنة 313هـ /923م، وإما في سنة 320 هـ/ 932 م.
يتضح لنا تواضع الرازي وتقشفه في مجرى حياته من كلماته في كتاب "السيرة الفلسفية" حيث يقول: "ولا ظهر مني على شره في جمع المال وسرف فيه ولا على منازعات الناس ومخاصماتهم وظلمهم، بل المعلوم مني ضد ذلك كله والتجافي عن كثير من حقوقي. وأما حالتي في مطعمي ومشربي ولهوي فقد يعلم من يكثر مشاهدة ذلك مني أني لم أتعد إلى طرف الإفراط وكذلك في سائر أحوالي مما يشاهده هذا من ملبس أو مركوب أو خادم أو جارية وفي الفصل الأول من كتابه "الطب الروحاني"، "في فضل العقل ومدحه"، يؤكد الرازي أن العقل هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه، " ولا نجعله، وهو الحاكم، محكوما عليه، ولا هو الزمام، مزموما ولا، وهو المتبوع، تابعا، بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه.".
كان الطبيب في عصر الرازي فيلسوفا، وكانت الفلسفة ميزانا توزن به الأمور والنظريات العلمية التي سجلها الأطباء في المخطوطات القديمة عبر السنين وكان الرازي مؤمنا بفلسفة سقراط الحكيم (469 ق. م- 399 ق. م)، فيقول، أن الفارق بينهما في الكم وليس في الكيف. ويدافع عن سيرة سقراط الفلسفية، فيقول: أن العلماء إنما يذكرون الفترة الأولى من حياة سقراط، حينما كان زاهدا وسلك طريق النساك. ثم يضيف أنه كان قد وهب نفسه للعلم في بدء حياته لأنه أحب الفلسفة حبا صادقا، ولكنه عاش بعد ذلك معيشة طبيعية.
كان الرازي مؤمنا باستمرار التقدم في البحوث الطبية، ولا يتم ذلك، على حد قوله، إلا بدراسة كتب الأوائل، فيذكر في كتابه "المنصوري في الطب " ما هذا نصه: "هذه صناعة لا تمكن الإنسان الواحد إذا لم يحتذ فيها على مثال من تقدمه أن يلحق فيها كثير شيء ولو أفنى جميع عمره فيها لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير. وليست هذه الصناعة فقط بل جل الصناعات كذلك. وإنما أدرك من أدرك من هذه الصناعة إلى هذه الغاية في ألوف من السنين ألوف، من الرجال. فإذا اقتدى المقتدي أثرهم صار أدركهم كلهم له في زمان قصير. وصار كمن عمر تلك السنين وعنى بتلك العنايات. وإن هو لم ينظر في إدراكهم، فكم عساه يمكنه أن يشاهد في عمره. وكم مقدار ما تبلغ تجربته واستخراجه ولو كان أذكى الناس وأشدهم عناية بهذا الباب. على أن من لم ينظر في الكتب ولم يفهم صورة العلل في نفسه قبل مشاهدتها، فهو وإن شاهدها مرات كثيرة، أغفلها ومر بها صفحا ولم يعرفها البتة" ويقول في كتابه "في محنة الطبيب وتعيينه"، نقلا عن جالينوس "وليس يمنع من عني في أي زمان كان أن يصير أفضل من أبقراط ".
وله إسهامات في مجال علوم الفيزياء حيث اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل، وصنف لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي[2].
ويظهر فضل الرازي في الكيمياء، بصورة جلية، عندما قسم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي[
• المواد المعدنية.
• المواد النباتية.
• المواد الحيوانية.
• المواد المشتقة.
كما قسّم المعادن إلى أنواع، بحسب طبائعها وصفاتها، وحضّر بعض الحوامض وما زالت الطرق التي اتّبعها في التحضير مستخدمة إلى الآن. وهو أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي أطلق عليه اسم زيت الزاج أوالزاج الأخضر[2].
وقد حضّر الرازي في مختبره بعض الحوامض الأخرى، كما استخلص الكحول بتقطير مواد نشوية وسكرية مختمرة. وكان يفيد منه في الصيدلية من أجل استنباط الأدوية المتنوعة[2].
كتب الرازي الطبية
يذكر كل من ابن النديم والقفطي أن الرازي كان قد دون أسماء مؤلفاته في "فهرست" وضعه لذلك الغرض. ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة. ويزيد عدد كتب الرازي على المئتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى. ويتراوح حجمها بينالموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة ويجدر بنا أن نوضح هنا الإبهام الشديد الذي يشوب كلا من "الحاوي في الطب" و"الجامع الكبير". وقد أخطأ مؤرخو الطب القدامى والمحدثون في اعتبار هذين العنوانين كأنهما لكتاب واحد فقط، وذلك لترادف معنى كلمتي الحاوي والجامع.تمت ترجمة كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية ولا سيما في الطب والفيزياء والكيمياء كما ترجم القسم الأخير منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة ودرست في الجامعات الأوروبية لا سيما في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر. وهنالك قصة شهيرة تدل علي ذكاء الرازي هي (أمره أحد الخلفاء ببناء مستشفي في مكان مناسب في بغداد وفكر ووضع قطع لحم في عمود خشبي في أماكن كثيرة في بغداد وكان يمر عليها لكي يري أي القطع فسدت وعندما عرف آخر قطعة فسدت أمر ببناء المستشفي في هذا المكان لان جوه نقي خال من الدخان والتراب لان المرضي يحتاجون إلى هواء نقي خال من الملوثات ومن ذلك الحدث اشتهر الرازي شهرة كبيرة بذكائه ومن المعروف انه كان يحب الشعر والموسيقي في صغره وفي كبره احب الطب
مؤلفاته
• كتاب الشكوك على جالينوس.
• كتاب "في الفصد والحجامة
• كتاب الطب الروحاني
• كتاب إن للعبد خالقا
• كتاب المدخل إلى المنطق
• كتاب هيئة العالم
• مقالة في اللذة
• كتاب طبقات الأبصار
• كتاب الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب
ابن العوام الإشبيلي
(…ـ نحو عام 580هـ/… ـ نحو 1184م)أبو زكريا، يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد بن العوام الإشبيلي الأندلسي، عالم بالنبات والفلاحة، ومهندس ري.
ولد في مدينة العلم والفن إشبيلية، عروس بلاد الأندلس في القرن السادس الهجري، وبها نشأ وتعلم. وأخذt عن علماء عصره وشيوخه جميع العلوم المختلفة، التي كانت منتشرة يومئذٍ، كما شغف في دراسة العلوم الزراعية والنباتية، وزاد في شغفه أن كانت إشبيلية تمتاز بوفرة خصبها ونضرتها، يخترقها نهر الوادي الكبير فينشر الجمال والخضرة في بساتينها وحدائقها، ويطل عليها جبل الشرف الغني بالأشجار المثمرة.
كان يرى أن علم الزراعة فن من الفنون المهمة لحياة الفرد، ولذلك تبحر في دراسة هذا العلم، وأدلى بدلوه فيه، حتى ذاع صيته في الأوساط العلمية، ونال شهرة عظيمة، وخاصة عندما وضع كتابه «الفلاحة الأندلسية»، كما وضع «رسالة في تربية الكروم».
اطلع ابن العوام على علوم كثيرة ساعدته على التأليف والتصنيف، فمن المؤكد أنه اطلع على علم الفلك والكيمياء والطبيعة والنبات وغيرها من العلوم، ولعل فصول كتابه الخمسة الأخيرة التي تحدث فيها عن تربية المواشي والدواجن والطيور ونحل العسل، وحديثه عن الفصول الموافقة للتلاقح والأعلاف ومعالجة الأمراض التي تصيبها، تدل على أنه كان على علم واسع في علم البيطرة أيضاً.
ويبدو متعذراً ذكر أسماء الشيوخ الذين درس عليهم، ولكنه بلا شك قد اطلع على كثير من مؤلفات الفلاحة العربية وغير العربية في مجال الفلاحة والعلوم الأخرى، حتى بلغ مجموع ما ذكرهم ما يزيد على المئة، وقد اعتمد على ما كان يقوم به من تجارب على جبل الشرف بإشبيلية، وما سجله من ملاحظات علمية، وهذا قلما يُلاحظه عند باقي علماء الفلاحة من العرب أو غيرهم؛ فقد كانت كتبهم تعتمد على ما ينقلونه أو يسمعونه. كذلك كان بحق من العلماء الذين انتهجوا الأسلوب العلمي والتطبيقي في علوم الفلاحة، بل إن كتاب «الفلاحة» هو الكتاب الموسوعي الوحيد في العلوم الفلاحية الذي وصل إلينا، وفيه نظريات زراعية عدة، إضافة إلى تجارب قام بها في إشبيلية.
كتب كتاب «الفلاحة الأندلسية» في سفرين، وقد عرض فيهما مختلف علوم الفلاحة وبصيغة شمولية وعلمية. قال عنهما: «ضمنت الأول منهما معرفة اختيار الأرضين والمياه وصفة العمل في الغراسة والتركيب…، وضمنت السفر الثاني الزراعة وما إليها وفلاحة الحيوان». وقدم لكتابه بمقدمة طويلة مهمة ضمنها بعض الأحاديث النبوية الشريفة فيما يخص الزراعة والزرع، كما ذكر بعض الأقوال المأثورة والحكم التي تتعلق بالفلاحة. كما أفرد للجزء الأول (السفر الأول) من كتابه (16) باباً اختصت في علم التربة والتسميد والري وعلم البستنة والتقويم الزراعي وتأثير العوامل البيئية في الزراعة وفي تربية النبات، أما الجزء الثاني (السفر الثاني) فيضم (19) باباً اختصت في أهمية الطاقة الشمسية لإصلاح الأرض والزرع وعلم المحاصيل الحقلية والخضر ونباتات الحدائق والزينة ووقاية المزروعات ومكافحة الآفات وعلوم الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية (علم البيطرة).
إن غنى كتاب «الفلاحة الأندلسية» يجعل من الصعب تلخيص مضمونه، وفيما يآتي مجمل المنهج العلمي الذي اتبعه ابن العوام في كتابه:
ـ قصد الجمع بين التبحر العلمي في المصادر القديمة التي سبقته، وبين المعارف العملية التطبيقية التي استقاها من تجاربه الخاصة، ولذلك قدّم وصفاً دقيقاً لأكثر من (585) طريقة زراعة لنباتات مختلفة، منها (55) طريقة تتعلق بالأشجار المثمرة. وهذا ما قاده إلى تعرف أطوار نمو النباتات وصفاتها، ولهذا لم يتردد «ماكس مايرهوف» في التصريح بأن هذا الكتاب ينبغي أن يعد أحسن الكتب العربية في العلوم الطبيعية، وخاصة علم النبات.
ـ عالج الأمور الزراعيةً بأسلوب سهل جذاب وتنسيق علمي، لاتمل قراءته.
ـ اتسم بالأمانة العلمية في العرض والاستشهاد بأقوال غيره.
ـ كان ينبّه مراراً على التجارب العلمية التي أجراها بنفسه في جبل الشرف، وقد توصل إلى نظريات جديدة لم يأت ذكرها في الكتب الزراعية القديمة، وكثيراً ماكان يشير إلى المنطقة التي أجرى فيها تجاربه الزراعية، نحو: «زرعت حبة الصحاح في الشرف» و«أما في جبل الشرف فما رأيت قط شجرة تين بين غرس في كرم»، إلى غير ذلك. «ولم أثبت فيه شيئاً من رأي إلا ما جربته مراراً فصحَّ».
ـ يعدّ أول من عرف وحدد التربة على أساس نوعها، والنباتات التي تختص بتربة من دون غيرها، وهذا ما يسمى في عرف العلم الحديث «أن النباتات كواشف للبيئة».
ـ استعمل مسميات ومصطلحات علمية عربية لمدة ذكرها في كتابه، وأغلب هذه المصطلحات غفل عنها كثير من العلماء الذين سبقوه.
ـ ما قدمه في كتابه نابع من البيئة الأندلسية، والمنهج العلمي الذي اتبعه يتلاءم مع هذه البيئة، والمعايير التي استعملها في تبويب كتابه، وتصنيف النباتات التي تتفق مع ظروف البيئة الأندلسية كلها ذات منهج علمي أصيل.
ـ تمكن من استنباط طرق عدة تُنَجّح ما يبكر بزراعته، ومن أبرز هذه الطرق استعمال «المشارق المكنة» و«البيوت المكنة» التي ليست عند التأمل والتدقيق فيها إلا صورة سابقة للبيوت البلاستيكية اليوم.
ـ يعدّ أول من ابتكر طريقة الري بالتنقيط المنتشرة اليوم، وخاصة في المنطقة العربية، وذلك بغية توفير كمية مياه الري، وقد سمى هذه الطريقة باسم «طريقة الري بواسطة الجرار»؛ وذلك لأنه استخدم في تطبيقها جِراراً فخارية صغيرة ثبتها داخل التربة بجانب جذوع الأشجار، بحيث تصل المياه للشجرة نقطة نقطة. وقد عوضت الجرار الفخارية بالمواد البلاستيكية، وهذه الطريقة توفر أكثر من (70%) من المياه اللازمة للزراعة.
يمكن ملاحظة أسس المدرسة العربية في الفلاحة في هذا الكتاب، بل يمكن القول إن ما كتبه ابن العوام في كتابه «الفلاحة» ما هو إلا فصول دراسية شملت مختلف العلوم الزراعية، وهذه الأسس المنهجية في الدراسة مازالت متبعة في الدراسة الجامعية في الجامعات الغربية والشرقية، فكانت بحق مناهج دراسية لنيل المعرفة في الفلاحة والاختصاص، مما ساعد على تقدم الفلاحة ليس في الأندلس وحسب، ولكن في العالم الغربي أيضاً، ولذلك ترجم الكتاب إلى لغات عالمية عدة.
يعد ابن العوام قدوة لكبار العلماء الذين ذاع صيتهم في مشارق الأرض ومغاربها، وفي ذلك يقول المستشرق الفرنسي لوسيان لوكلير L. Leclerc: «ابن العوام كان عملاقاً في حقل الفلاحة، فقد قدم للإنسانية من المعارف التطبيقية ما تحتاج إليه».
جابر بن حيان
جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي عالم مسلم عربي اختلف من اي بطون الازد ينسب فقيل انه من بارق وقيل من غامد نظراَ لانتشار اسم حيان في ذاك الوقت بين هاتين القبيلتين واشهرهم حيان البارقي الكوفي التابعي والراوي . برع في علوم الكيمياء والفلك والهندسة وعلم المعادن والفلسفةوالطب والصيدلة، ويعد جابر بن حيان أول من استخدم الكيمياء عمليًا في التاريخ.[5]ولد على أشهر الروايات في سنة 101 هـ/721 م[6] وقيل أيضاً 117 هـ / 737 م[7] عالم عربي وقد اختلفت الروايات على تحديد مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الجزيرة على الفرات شرق سوريا، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين فيسوريا. ولعل هذا الانتساب ناتج عن تشابه في الأسماء فجابر المنسوب إلى الأندلس هو العالم الفلكي العربي جابر بن أفلح الذي ولد في إشبيلية وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي. ويذهب البعض إلى أنه ولد في مدينة طوس[8] من أعمال خراسان.
في بداية القرن العاشر الميلادي، كانت هوية وأعمال جابر بن حيان مثار جدل كبير في الأوساط الإسلامية.[9] وكانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثراً في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقد انتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوروبية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها وعرف باسم "Geber او Yeber".[10]
وصفه ابن خلدون في مقدمته وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء فقال: إمام المدونين جابر بن حيان حتى إنهم يخصونها به فيسمونها علم جابر و له فيها سبعون رسالة كلها شبيهة بالألغاز».[11] قال عنه أبو بكر الرازي في «سر الأسرار» :«إن جابراً من أعلام العرب العباقرة وأول رائد للكيمياء»، وكان يشير إليه باستمرار بقوله الأستاذ جابر بن حيان.[12][13]وذكر ابن النديم في الفهرست مؤلفاته ونبذه عنه،[14] وقال عنه الفيلسوف الإنكليزي فرانسيس بيكون: "إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء"، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي مارسيلان بيرتيلو في كتابه (كيمياء القرون الوسطى): "إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق"
مؤلفاته
تعود شهرة جابر بن حيان إلى مؤلفاته العديدة، ومنها "كتاب الرسائل السبعين"، ترجمه إلى اللاتينية جيرار الكريموني سنة 1187م وتضاف إلى هذه الكتب تصانيف أخرى عديدة تتناول، إلى جانب الكيمياء، شروحاً لكتب أرسطو وأفلاطون ؛ ورسائل في الفلسفة، والتنجيم، والرياضيات، الطب، والموسيقى. وجاء في "الأعلام" للزركلي أن جابراً له تصانيف كثيرة تتراوح ما بين مائتين واثنين وثلاثين (232) وخمسمائة (500) كتاب، لكن ضاع أكثرها. وقد ترجمت بعض كتب جابر إلى اللغة اللاتينية في أوائل القرن الثاني عشر، كما ترجم بعضها من اللاتينية إلى الإنجليزية عام 1678. وظل الأوربيون يعتمدون على كتبه لعدة قرون، وقد كان لها أثر كبير في تطوير الكيمياء الحديثة. وفي هذا يقول ماكس مايرهوف : يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوروبا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة. وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية.
وفاته
توفي في عام 815 م في الكوفة بالعراق وهو في الخامسة والتسعين من عمره.
أحمد بن كثير الفرغاني
وهوأبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني. عالم رياضياتي وفلكي مسلم، توفي بعد سنة 247هـ/861م، وولد في مدينة فرغانة في أوزبكستان اليوم ثم انتقل إلى بغداد وعاش فيها أيام الخليفة العباسي المأمون في القرن التاسع الميلادي. ويعرف عند الأوربيين باسم Alfraganus، ومن مؤلفاته كتاب جوامع علم النجوم والحركات السماوية وكتاب في الاسطرلاب وكتاب الجمع والتفريق.ويُعَدُّ من أعظم الفلكيين الذين عملوا مع المأمون وخلفائه. ويقول سارطون عنه :>كان ما زال على قيد الحياة في 861م. وهو من معاصري الخوارزمي وبني موسى وسند بن علي.
إسهاماته العلمية[
كان الفرغاني عالِماً في الفلك وأحكام النجوم ومهندساً. ومن إسهاماته أنه حدد قطر الأرض بـ 6500 ميل، كما قدر أقطار الكواكب السيارة. يقول ألدو مييلي : والمقاييس التي ذكرها أبو العباس الفرغاني لمسافات الكواكب وحجمها عمل بها كثيرون، دون تغيير تقريباً، حتى الفلكي كوبرنيكوس. وبذلك فقد كان لهذا العالم الفلكي المسلم تأثير كبير في نهضة علم الفلك في أوروبا. وفي سنة 861م، كلفهُ الخليفة المتوكل على الله بالإشراف على بناء مقياس منسوب مياه نهر النيل في الفسطاط، فأشرف عليه وأنجز بناءه وكتب اسمه عليه.
مؤلفاته
لقد ترك الفرغاني عدداً من المؤلفات القيمة، ومن أشهرنها : كتاب جوامع علم النجوم والحركات السماوية. وقد ترجمهُ جيرار الكريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر للميلاد كما ترجم إلى العبرية وكان له تأثير كبير على علم الفلك في أوروبا قبل ريجيومونتانوس Regiomontanus الرياضي الفلكي الذي برز في القرن الخامس عشر الميلادي. وقد طبعت ونشرت ترجمات هذا الكتاب عدة مرات خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين.