-->
المعرفة Knowledge المعرفة Knowledge
recent

آخر الأخبار

recent
all
جاري التحميل ...
all

الكفاءات المهنية لمربي(ة) التربية التحضيرية


الكفاءات المهنية لمربي(ة) التربية التحضيرية
مقدمة:
يعتبر المربي من أهم المتدخلين في التربية التحضيرية وتعود هذه الأهمية إلى طبيعة الأطفال الذين يتعامل معهم وخصوصية المرحلة وحجم المتطلبات التي تفرضها نوعية التربية التي يقوم بها.
ويتعين اليوم على مربي (ة) التربية التحضيرية أن يكون متمهنا في عمله مع الأطفال بحيث يجب إعداده (ها) نظريا وعمليا ليتمكن من :
1-الإلمام بالنظريات النفسية والتربوية حتى يستطيع:
-فهم المبادئ النمائية لأطفال هذه المرحلة ويساهم في إنماء شخصياتهم  مع إدراك حاجاتهم ومتطلبات نموهم.
-فهم الفروق الفردية بين الأطفال واحترام وتيرات نموهم و وتيرات التعلم التي يتميز بها كل طفل وبالتالي احترام إمكاناته الذاتية.
-توفير الشروط الضرورية لنمو شخصية الطفل ونمو استقلاليته وتعلم الحياة.
2-الإلمام بالمفاهيم والمعارف والاستراتيجيات والمساعي وأدوات العمل الضرورية للوصول إلى  التحكم في مهامه التربوية.
3-اكتساب معارف في التعليمية الضرورية لتصميم وإنجاز وتقويم التعلمات المقررة في مختلف الأنشطة، كأن يحدد النشاط المقترح ويحدد مدته والتعليمات الخاصة بإنجازه وإعداد كل المستلزمات الضرورية لتنفيذه مع تعيين كل الصعوبات التي يمكن أن تعيق تحقق الأهداف المحددة.
4-تصميم وضعيات تقويمية تلازم مختلف مراحل التعلم للتأكد من تقدم الطفل في بناء معارفه و تعلماته واتجاهاته.


5-تنظيم فضاء القسم وتسيير الزمن:
أما في مجال القيام بالمسؤولية التربوية خارج فضاء القسم فلا بد أن يحرص المربي على تعيين العلاقات التي تربط فضاء التربية التحضيرية بالمحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للطفل مع تحديد المتعاملين الذين يحتاج إلى شراكتهم لينجح في مهامه.
بعبارة أخرى يجب جعل من فضاء التربية التحضيرية فضاء للحياة

كفاءات مربي(ة) التربية التحضيرية:
     إن التحكم في تسيير الفضاء التحضيري بمكوناته البشرية و المادية و البيداغوجية  يستوجب توفير كفاءات مهنية  لدى المربي (ة) و لا يتحقق ذلك إلا من خلال تكوين متخصص يلغي دور الارتجال والحدس.
هذه المهارة تكتسب بتدريب وتمرن متواصلين، تتحقق من خلالهما كفاءات في تصميم وإنتاج واستخدام مختلف التقنيات والوسائل والأدوات الضرورية لإنجاح الوضعيات التعلمية .هدا ما يحقق التقدم الأمثل الفردي و الجماعي في كل فضاءات التربية التحضيرية بما يتلاءم و التوجهات التربوية الحديثة التي تؤسس دورا فعالا للتربية التحضيرية يضمن فرص التنمية الشاملة لجوانب شخصية الطفل.
    ما سبق ذكره يستوجب أن تتوفر لدى مربي (ة) التربية التحضيرية جملة من الكفاءات
نذكر فيما يلي أهمها:

1- الكفاءة التنظيمية:
  من الكفاءات المشترطة لدى المربي (ة) : القدرة على الاعتناء بهذا الفضاء من حيث التنظيم والتجهيز وحسن الاستغلال،و يعتبر هذا في حد ذاته، شروعا في إنجاح العملية التعلمية. فتواجد الطفل لمدة طويلة لا بد أن يتم في جو يستجيب لحاجاته:
-  الفيزيولوجية (توفير أماكن الراحة، حرية الحركة...).
-  والوجدانية (المحيط الجمالي والمريح، وجود بعض الأشياء التي لها علاقة بمحيطه العائلي)
-  والاجتماعية والثقافية (تعدد وتنوع العلاقات والتعامل مع الأقران و الراشدين).
2- الكفاءة  التسييرية:
أ ـ تسيير الفضاء :
من مقاييس تنظيم  القسم ، أن تكون مختلف الأركان و الورشات ذات وظائف مختلفة و منظمة بطريقة بيداغوجية تتسم بالتشويق والجمال .إن تنظيمها يعد عاملا أساسيا لإنجاح الفعل التعلمي و يتم بتحديث وتجديد وسائلها كلما اقتضت الضرورة وكلما تنوعت المحاور التعلمية، بالإضافة إلى  ضرورة وضع الأدوات في متناول الأطفال .
و تتعدد الأركان و الورشات بتعدد مجالات الأنشطة كما تتنوع بتنوع الفضاءات وإمكانياتها المادية. غير أن هناك حد أدنى ،من هذه الأركان و الورشات ،الذي لا بد من توفيره إذا رغبنا في تحقيق الكفاءات القاعدية المذكورة في المنهاج . فمن بين أهم الأركان و الورشات التــي يجب تأسيسها:ركن المكتبة والقراءة، و ورشة العلوم و التكنولوجيا و ركن أو ورشة الفنون
ب ـ تسيير الزمن:
 إن التنظيم الزمني للأنشطة يخضع لجملة من المعطيات:
1-البيولوجية والنفسية: كبرمجة الأنشطة التي تتطلب أقل اعتماد على الجهد العقلي في بداية اليوم ثم تليها الأنشطة ذات الطابع العقلي المعرفي و الانتهاء بأنشطة ذات طابع ترويحي التي لا تستوجب نشاط عقلي مركز.
2-التنويع في توزيع الأنشطة خلال اليوم والأسبوع لإبعاد الملل والرتابة التي تحرم الطفل من عنصر التشويق.
3-التنويع في  الاستراتجيات المعتمدة في تقديم الأنشطة واعتماد الوضعية التعلمية التي تدمج أكثر من نشاط مع ضمان تقديم كل الأنشطة المقررة و التعلمات المتضمنة فيها.
إن العمل في فضاء التربية التحضيرية يستوجب إنجاز عدة جداول استعمال الزمن تختلف من فصل إلى آخر من حيث محتواها والعناصر التي تتشكل منها ذلك لمواجهة كل وضعية طارئة ذات طابع تنظيمي أو بيداغوجي.
ج ـ الوضعية التعلمية :  
يبنى التعلم من خلال  تجسيد وضعيات معاشة ( حقيقية ) أو وضعيات مثارة  قابلة للتحقيق. نسعى من خلال هذه الوضعيات إلى تحقيق أهداف تعلمية و كفاءات .
و عمليا ،تتمثل الوضعية في نص أو مشهد أو مشروع ، واضح المحتوى  يأخذ بعين الاعتبار المحيط والمكتسبات القبلية و وتيرات التعلم عند الطفل كما يطرح إشكالية قابلة للإنجاز  وفق إستراتيجية محددة كحل المشكلات أو  المشروع  و  اللعب قصد تمكين الطفل من بناء كفاءة ما .
يستنتج مما سبق أن الوضعية التعلمية هي مشكل مطروح للحل قصد تحقيق هدف محدد .
و إنجاز الوضعية يتطلب أن تكون:
1 – الكفاءة أو الكفاءات المستهدفة محددة بصفة جيدة.
2 –التعليمة واضحة ومفهومة من قبل الأطفال .
3 – الصعوبات و الحواجز التي قد يلاقيها الطفل مشخصة وقابلة التجاوز.
4 – الفرضيات التي تعبر عن الحلول محددة .
5 – الوسائل متوفرة .
ينظم إنجاز الوضعية حسب مسعى البحث والمحاولات والمناقشة.        


3-الكفاءة  التواصلية:
      يجب أن يعتمد المربي تنظيما محكما ووظيفيا للفضاء حتى يتمكن من الاستجابة لشروط الأهداف الأساسية لعملية الاتصال.
- تعيين مسبق لكل العناصر التي يجب اعتمادها في الوضعية الاتصالية.
- تصور وإنجاز وضعيات تعلمية يعتمد مضمونها الاتصالي على خصوصيات الأطفال (الجسمية، الحسية-الحركية، الذهنية، الانفعالية، العاطفية، الاجتماعية واللغوية) وخصوصيات الوضعية.
- اختيار قنوات وأدوات الاتصال الملائمة لكل وضعية تعلمية واتصالية.
- ضمان التغذية الراجعة المزدوجة (تغير الأدوار في مجال الاتصال بين المربي والطفل /المتعلم).
-إدراج الرسالة (محتوى الاتصال) في مجالات ذات مستويات متعددة، أي إعطاء معنى ومدلول لمحتوى الاتصال مع الأخذ بعين الاعتبار عامل الفروق الفردية في مختلف جوانب شخصية الطفل في مجال الحياة.على المربي إذا أن يستغل كل المناسبات و الوضعيات التواصلية المرتبطة بحياة الطفل (داخل الفضاء التحضيري وخارجه).
4- الكفاءة التقويمية:
  أ ـ تقويم النمو في التربية التحضيرية:
تمكننا المعارف النظرية حول مراحل نمو طفل التربية التحضيرية من التقويم الشامل لهذا النمو وذلك بتفحص كل مجال من مجالاته. و الغرض من هذا الإجراء هو التدخل المبكر لوقاية الطفل من بعض المشكلات التي تأثر سلبا على نموه والتي قد ينجم عنها تأخرا في النمو. إن المفاهيم الحالية المتعلقة بتأخر النمو لا ترتكز فقط على الناحية الوظيفية منه مثل :الوظيفة العقلية ، بل كذلك على قدرة الطفل على الاستجابة المكيفة لمعايير محددة،لدرجة نضجه ،و تعلمه ،و استقلاليته و تنشئته الاجتماعية.و يبرز السلوك التكيفي لدى الطفل من خلال النمو العقلي و وفق الأبعاد الأربعة التالية:المهارات الحس ـ حركية، التواصل ،الاستقلالية و المهارات الاجتماعية ـ الوجدانية.



 ب ـ التقويم البيداغوجي في التربية التحضيرية:
إن الهدف من التقويم البيداغوجي في التربية التحضيرية هو تقديم المساعدة الفردية ،عند الضرورة ، والتي ستسمح للطفل بتجاوز الصعوبات و العقبات و مواصلة بنائه الشخصي لمعارفه. لذا، يمكن القول بأن من مهام التقويم في هذه المرحلة : حمل المربية على ملاحظة الأطفال ليس فقط من أجل تعيين مكتسباتهم  و الكشف عن نقائصهم بل كذلك للتعرف على طريقة استجابة كل طفل للوضعية التعلمية المقترحة وكيفية إنجازه للمهمة أو حل المشكلة وكذا الطبيعة الخاصة للصعوبات و العوائق التي تعترضه .
5- الكفاءة الإنتاجية:
تمثل الكفاءة الإنتاجية  جانبا هاما من العمل في فضاء التربية التحضيرية  والتي تتمثل أساسا في جملة من العمليات كالتخطيط والتنظيم والتسيير للأنشطة التعلمية المختلفة والزمن البيداغوجي وتصميم  وسائل وأدوات العمل وبناء التدرجات والتوزيعات والوضعيات التعلمية. و بناء أدوات التقويم المختلفة و استعمالها.


بقلم : خليفة آل الشيخ

بقلم : خليفة آل الشيخ

يوتيوبر جزائري و مدون عربي ناشئ يهتم بكل ما هو جديد في عالم التكنلوجيا و التقنية و هدفه الأول هو تصحيح الأفكار و الدروس الخاطئة التي تنشر في الويب .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

تغريداتي

جميع الحقوق محفوظة

المعرفة Knowledge

2016